تصاعد العنف في مصر أمس قبل ساعات من بدء العام الدراسي في الجامعات، فوقعت سلسة من الانفجارات البدائية داخل منشآت حكومية تركزت في محافظة الشرقية (دلتا النيل)، كما تكررت الاشتباكات الأسبوعية بين مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي وقوات الشرطة في مناطق متفرقة. وأعلن الجيش قتل 21 مسلحاً، بينهم عضوان بارزان في جماعة «أنصار بيت المقدس»، وتوقيف 36 آخرين. وفي وقت تتحسب السلطات المصرية لموسم دراسي في الجامعات بإجراءات غير اعتيادية، انفجرت أمس عبوة ناسفة بدائية الصنع في خط مياه فرعي على مدخل مدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية (شمال شرقي القاهرة)، ما أدى إلى انقطاع مياه الشرب عن المدينة من دون وقوع ضحايا. وأوضح مسؤول أمني أن «المعاينة الأولية أفادت بقيام مجهولين بوضع عبوة ناسفة، إلى جوار خطوط مياه الشرب وانفجارها في خط مياه فرعي مصنوع من مادة بلاستيكية من دون المساس بالخط الرئيس، ونتج من ذلك انقطاع مياه الشرب عن المنطقة لساعات عدة». وأشار إلى أن اجهزة الأمن مشّطت المنطقة المحيطة بموقع الانفجار ولم تعثر على أجسام غريبة أو عبوات ناسفة. وجاء الاعتداء بعد ساعات قليلة من انفجارين استهدفا مزلقاناً للقطارات في مدينة بلبيس وحافلة نقل عام في مدينة منيا القمح، التابعتين للشرقية أيضاً، من دون وقوع إصابات. وقال مدير أم الشرقية اللواء سامح الكيلاني إن انفجار العبوة الناسفة في بلبيس أدى إلى «انفصال جزء من القضبان من دون وقوع إصابات بشرية». وأضاف أن العبوة الأخرى «استهدفت حافلة خالية من الركاب أثناء توقفها في جراج في مدينة منيا القمح، ونتجت من ذلك تلفيات كبيرة من دون وقوع خسائر بشرية». وقال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد محمد سمير في بيان إن الجيش «شن حملات موسعة في محافظات عدة خلال الأيام الماضية، أسفرت عن مقتل 21 من العناصر الإرهابية والقبض على آخرين». وأوضح أن الحملات تمت بالتعاون مع الشرطة واستهدفت «بؤراً إرهابية في محافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية وبورسعيد، أسفرت عن مقتل 21 من العناصر الإرهابية، بينهم حامد أبو فريج، ويوسف أبو عيطة وهما من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، بعد تبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات». وأضاف أن القوات «ضبطت 38 فرداً من العناصر الإرهابية والإجرامية كما تم تدمير ست سيارات و13 دراجة بخارية كانت تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، إضافة إلى تدمير 11 نفقاً في شمال سيناء». إلى ذلك، خرجت أمس مسيرات ضمت العشرات من مؤيدي مرسي في عدد من المناطق تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» بقيادة جماعة «الإخوان المسلمين» أنصاره إلى الاحتشاد بدءاً من اليوم وطوال أيام الأسبوع المقبل تحت شعار «الطلاب فرسان الثورة»، تزامناً مع بدء العام الدراسي في الجامعات. وكالعادة تخللت المسيرات مواجهات عنيفة بين المشاركين فيها وقوات الشرطة تركزت في أحياء الهرم والمطرية والمعادي في القاهرة. وأعلنت وزارة الداخلية توقيف عدد من المشاركين في حوزتهم أسلحة وألعاب نارية. وكان التحالف قال في دعوته ان الجامعة «ميدان من ميادين الثورة الملتهبة، والطلاب فرسان ثورتكم، والأساتذة الأحرار من أيقونات نضالكم المتصاعد، فلندشن حراكاً ثورياً قوياً ومكثفاً، يبدأ فعالياته في كل مكان بدءاً من الجمعة تحت شعار: الطلاب فرسان الثورة، يحمي مكتسبات نضال الحركة الطالبية خلال عام مضى». ودعا المتظاهرين إلى رفع صور مرسي «وتحميل سلطة الانقلاب مسؤولية حياته، ورفع صور أبناء الحركة الطلابية المختطفين والشهداء وشعار رابعة الصمود». لكن مسؤولاً أمنياً أكد أن السلطات «لن تتساهل مع أي إفساد للعملية التعليمية. كل طالب سيخالف القواعد ويصر على ممارسة الشغب ويبتعد من هدفه في التعليم سيتم فصله وتسقط عنه صفة الطالب بعد ممارسة العنف مباشرة». وتستقبل 23 جامعة حكومية، فضلاً عن الجامعات الخاصة، نحو 2.5 مليون طالب وطالبة وسط استنفار حكومي. وأكد المسؤول اتخاذ الأجهزة الأمنية احتياطاتها تزامناً مع بداية العام الدراسي في كل الجامعات والمدارس. وأضاف أن «هناك توجيهات مشددة وفقاً للقانون بمواجهة أي خروقات من شأنها تهديد حياة الطلاب أو التأثير على انتظام العملية التعليمية». وأوضح أن الترتيبات الأمنية الخاصة بتأمين حرم الجامعات تعتمد على الأمن الخاص بكثافة، بما فيها جامعة الأزهر، على أن تتواجد قوات الأمن خارج أسوار الجامعة وتتدخل في حال الضرورة. وشدد على «عدم السماح بتكرار أحداث العنف التي شهدتها الجامعات طوال العام الدراسي الماضي وأسفرت عن سقوط قتلى وجرح عشرات وتخريب عدد من المنشآت الجامعية» في مواجهات بين طلاب وقوات الأمن. وأشار إلى أن «قانون تنظيم الجامعات يكفل لأجهزة الدولة العمل من أجل مصلحة الطلاب والعملية التعليمية».