نفت اللجنة التحضيرية لاختيار وفد المتظاهرين الذي سيكلف الحوار مع الحكومة لقاءها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك أو توكيله إجراء حوار باسمها، مؤكدة ان «إعلان أسماء الوفد غداً على أبعد تقدير»، فيما دعا المطلك اعضاء حزبه إلى عدم الرد على «الاساءات أو الانجرار إلى إثارة فتنة». وكان مكتب المطلك أعلن السبت ان «الاجراءات التي سيعتمدها المتظاهرون للتفاوض مع الحكومة ستسير بالآليات التي وضعها المطلك لأن تنفيذ المطالب لا بد ان يمر عبر الرئاسات الثلاث». واعتبر «تشكيل لجنة للتفاوض مع الحكومة لا تختلف في اجراءاتها عن تلك التي اعتمدها المطلك في مجلس الوزراء». لكن رئيس مجلس عشائر الانبار الشيخ حميد الشوكة نفى بشدة وجود تنسيق بين المطلك وقادة التظاهرات، لافتاً الى ان «تشكيل الوفد ما زال في طور المناقشات ولم يحدد. فكيف التقى بالمطلك أو نسق معه». وقال الشوكة ل»الحياة» ان «المطلك بصفته نائباً لرئيس الوزراء يتابع تنفيذ بعض مطالب المتظاهرين وهذا جيد لكن لا يمكنه التكلم باسمهم». واضاف ان «المتظاهرين يرفضون تدخل أي سياسي لأن السياسيين يريدون تحقيق مصالح شخصية ضيقة بركوب موجة الاعتصامات وهذا ما لا نقبله ولا نريده». وعن الوفد الذي سيكلف إجراء محادثات مع الحكومة اوضح الشوكة ان «الاجتماعات واللقاءات مستمرة لاختيار 5 مفاوضين يمثلون كل المحافظات المعتصمة». واشار الى ان «قادة التظاهرات اتفقوا على ان اعضاء الوفد لن يكونوا من رجال الدين ولا من شيوخ العشائر ولا من السياسيين بل من الاكاديميين والتكنوقراط فقط»، وزاد:»لن نسمح لأي سياسي و أي أجندة خارجية باستخدام التظاهرات ورقة ضغط على الحكومة للحصول على مكاسب أو محاولة تجزئة العراق ارضاً وشعباً». وأكد الشوكة ان المطالب تنحصر في «اطلاق المعتقلين والمعتقلات الذين لم تثبت ادانتهم، وتعديل قانون المساءلة والعدالة والغاء المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة». وكان المتظاهرون انتقدوا المطلك ووزراء حزبه «جبهة الحوار الوطني» بسبب عودتهم الى جلسات مجلس الوزراء الثلثاء الماضي، ورفع المتظاهرون في كركوك والموصل والانبار لافتات كتب عليها «خونة»، فيما وصفت «القائمة العراقية» صالح المطلك بأنه «شاهد زور» على اداء حكومة المالكي. بدوره دعا المطلك، أعضاء حزبه إلى «عدم الرد على التصريحات التي تصدر ضد الجبهة». وقال في بيان: «أدعو جميع أعضاء الجبهة العراقية للحوار الوطني من نواب ووزراء ومتحدثين رسميين إلى عدم الرد على التصريحات الاعلامية التي تحاول النيل من مسيرة الجبهة الوطنية والإساءة الى اعضائها أو حتى التي تمسني شخصيا والتي تصدر من أي جهة عراقية». وتابع ان «تلك السجالات الاعلامية تهدف إلى إحداث تصدعات في العملية السياسية وتوفر أجواء لإثارة الفتن والصراعات التي تضر بمصلحة الشعب العراقي». وكانت «قائمة متحدون» المنضوية في «القائمة العراقية» التي يتزعمها رئيس البرلمان اسامة النجيفي، اعتبرت عودة المطلك الى مجلس الوزراء «خروجاً على إجماع العراقية». لكن الناطق باسم الجبهة حيدر الملا اتهم «بعض قادة العراقية بالعمالة لقطر وتركيا وايران»، كما اتهم اطرافاً لم يسمها بمحاولة اغتيال المطلك.