أصبحت المعرفة الرقمية ضرورة حياتية، نظراً الى درجة التطور الذي بلغته التقنيات الإلكترونية، إضافة الى النمو الهائل لعدد مستخدمي الانترنت والهواتف الجوالة والكومبيوتر وغيرها من الأدوات الرقمية. وفي منتدى دافوس، سعت الدول العربية الى تطوير آليات تفيد في ردم الفجوة الرقمية التي تعانيها، أسوة بالبلدان النامية كافة. وفي هذا السياق، رأى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري طارق كامل، في تصريح، ان «منتدى دافوس يشكّل فرصة للتبادل والتعاون التكنولوجي وانتقال الثقافات الرقمية بين البلدان». وأشار الى ان المنتدى «ركز هذا العام على خمسة محاور أساسية، أهمها المحور الذي حاول فهم التحولات المستقبلية في قيم المجتمع نتيجة المتغيرات التي أحدثتها ثورة الاتصالات والمعلوماتية والعولمة». وأوضح ان «المنتدى تناول أيضاً التنافس والتعاون في مجال الأعمال، انطلاقاً من تداخل الاهتمامات وتقابل المصالح بين الشركات»، وشدّد على اهمية طُرُق التوصل إلى صنع «روح الفريق» في العمل بين الشركات المتعددة الجنسية. وأكّد كامل أن تكنولوجيا المعلومات «جزء من حلّ لمشكلة الاقتصاد العالمي، على رغم أن المعلوماتية أقل القطاعات تأثراً بالأزمة الراهنة». وأوضح أن هناك أملاً كبيراً في تخطي هذه الأزمة، وأن أسواق الدول النامية «ستلعب دوراً كبيراً في تخطي عواقبها من خلال استيعاب الاستثمارات الأجنبية». ورأى أن مصر «تأتي في رأس تلك الدول، وحكومتها تعمل على تهيئة المناخ المناسب لجذب استثمارات كبيرة في مجال المحتوى الالكتروني المتعدد اللغات». وقال ان المحتوى العربي «زاخر بالمعلومات التي قد تمثّل إضافة أصيلة إذا ما جرت رقمنته إلكترونياً، ووُضع على الانترنت بصورة مفتوحة». ولفت كامل إلى «إشادة رؤساء الشركات العالمية في دافوس بالشفافية التي يتمتع بها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، ما يدفع شركات كبيرة إلى الاستثمار فيه». ولفت أيضاً الى وجود مشروعات توأمة مؤسساتية بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي مثل التوأمة القائمة بين البريد المصري والبريد الفرنسي وأخرى بين جهاز تنظيم الاتصالات في مصر ونظيره في ايطاليا. وأشار كامل الى اتفاق أطراف المحادثات في دافوس على تشجيع الاستثمار في البنية الأساسية المتصلة مع الانترنت الفائق السرعة والشبكات المتطورة للخليوي، إضافة الى تدعيم المحتوى الالكتروني. واختتم كامل داعياً الى إيجاد منظومة جديدة من التعاون والتنسيق والحوار «الذي لم يكن موجوداً بكثافة خلال الفترة الماضية».