واصل الهلال مطاردة صدارة دوري «زين» بتغلبه على ضيفه الاتحاد بأربعة أهداف في مقابل هدفين، في مباراة دراماتيكية لمصلحة الجولة ال23، مقلصاً الفارق مع المتصدر الفتح إلى أربع نقاط، فيما كسب الشباب ضيفه التعاون بهدفين في مقابل هدف، وتعثّر النصر أمام مضيفه نجران بالتعادل بهدف لمثله، فيما قلب الفيصلي الطاولة على مضيفه الوحدة وحوّل تأخره في الشوط الأول إلى فوز ثمين بهدفين في مقابل هدف. الهلال - الاتحاد بداية هادئة من الطرفين، وإن كان الهلال أكثر جرأة في الشق الهجومي بعد أن حاول بأكثر من كرة في الدقائق الخمس الأولى، فكاد أن يفتتح التسجيل من كرة أخطأ في استلامها حارس المرمى فواز القرني، سقطت أمام ويسلي، إلا أن إبراهيم هزازي تدخل في الوقت المناسب، وأبعد الكرة (4)، ورد الاتحاد سريعاً عبر تسديدة قوية من قدم الهنغاري خورخي، إلا أن عبدالله السديري تصدى ببراعة (5). ووسط الحذر بين الطرفين، خطف نواف العابد كرة من بين أقدام الكاميروني امبامبي بكل جرأة، وتجاوز أحمد عسيري قبل أن يطلق صاروخاً لا يُصد، ولا يُرد، سكنت كرته في أقصى الزاوية اليمنى للمرمى الاتحادي (12)، وكاد فهد المولد أن يرد مباشرة، لولا تدخل سلطان البيشي في اللحظة الأخيرة (13)، ما جعل الصراع يشتد على أرض الميدان، إذ تبادل الطرفان الهجمات المحمومة على المرميين، وكان الهلال قريباً من تسجيل الهدف الثاني، بعد أن جهز ياسر القحطاني كرة هائلة أمام سالم الدوسري، إلا أن تسديدة الأخير مرت بجوار القائم (20)، وأتبعها ياسر القحطاني برأسية جميلة، لم يكتب لها التوفيق (28). في الربع ساعة الأخيرة، رتب الاتحاد هجماته بحثاً عن العودة إلى نقطة البداية، وكان له ما أراد عندما نفذ الهنغاري خورخي ساندري ركلة زاوية، انبرى لها محمد نور برأسه، فتصدى لها السديري، وعادت إلى سعود كريري غير المراقب، فسددها بقوة في المرمى الخالي كهدف تعادل (29). اشتد الصراع في الشوط الثاني وبلغ ذروته عندما سجّل الاتحاد الهدف الثاني عن طريق فهد المولد (53) على رغم الأفضلية الميدانية الهلالية، إلا أن نواف العابد لم يمهل الضيوف كثيراً للاحتفال بالهدف، عندما سجل هدفاً رائعاً إثر تلقيه تمريرة من كرة ثابتة، سددها العابد مباشرة (على الطاير) في أقصى الزاوية اليمنى (58). وكاد العابد أن يعيد فريقه إلى المقدمة من جديد عبر تسديدة من منتصف الميدان تعملق الحارس الشاب فواز القرني في إبعادها (61). الهلال عاود السيطرة الميدانية، وهدد مرمى الاتحاد كثيراً، ما جعل مدرب الاتحاد يزج بالمهاجم نايف هزازي عوضاً عن أحمد الفريدي، قابله مدرب الهلال بإشراك ياسر الشهراني بدلاً من ويسلي، ووسط الأفضلية الزرقاء يخترق عبدالله الزوري الدفاعات الاتحادية من اليمين متجاوزاً أكثر من مدافع قبل أن يرسل كرة في حلق المرمى هدفاً ثالثاً (65). وقبل أن يرتب الضيوف صفوفهم من جديد يفاجئهم ياسر القحطاني بهدف في قمة الروعة، لا يجيد تسجيله سوى كبار اللاعبين ومن بقامة القناص القحطاني (68). وشهدت الدقائق الأخيرة أحداثاً مثيرة، إذ ظهرت البطاقات الملونة أكثر من مناسبة، اضطر على إثرها الحكم إلى إبعاد مدافع الاتحاد إبراهيم هزازي بالبطاقة الحمراء (90). نجران - النصر جاءت بداية المباراة لمصلحة النصر، إذ استحوذ في شكل كبير على مساحات الملعب، وتهيأت للنصر فرص عدة مواتية للتسجيل، إلا أن الاستعجال وسوء التركيز فوت على الضيوف الاستثمار المثالي للفرص السهلة، وفي المقابل، لم يظهر أصحاب الدار بالصورة المنتظرة، إذ اكتفوا بالاعتماد على الهجمات المرتدة التي تشكل خطورة تستحق الذكر، عدا تسديدة حمد الربيعي من كرة مرتدة، لم يجد الحارس الشاب عبدالله الشمري أية صعوبة في التصدي لها. واصل النصر مسلسل التفريط بالفرص من خلال الهجمات المرتدة، وكان أخطرها لخالد الغامدي التي أبعدها مدافع نجران محمود معاذ (56). وأجرى مدرب النصر تبديله الأول بدخول البرازيلي باستوس بدلاً من أيمن فتيني، ومنح الحكم المرداسي مدافع النصر محمد حسين بطاقة حمراء، بعد إعاقته مهاجم نجران متعب سالم، ما اضطر كارينيو إلى إشراك جمعان الدوسري بدلاً من عبده عطيف، في الوقت الذي تنازل مدرب نجران المقدوني جوكيكا بدخول الأردني الدردور. وتنفس النصراويون الصعداء عندما سجل الزيلعي الهدف الأول لفريقه، بعد متابعته الهجمة التي بذل فيها الراهب جهداً مميزاً (76). وأشرك كارينيو المصري حسني عبدربه بدلاً من محمد السهلاوي، ونجح البديل حمزة الدردور في تسجيل هدف التعادل لنجران قبل نهاية اللقاء ب5 دقائق. الشباب - التعاون جاءت البداية لمصلحة فريق الشباب، الذي نجح في الوصول إلى مرمى التعاون بطرق مختلفة، وذلك من خلال التركيز على تنويع الهجمات من العمق والأطراف، والتسديد على المرمى من خارج منطقة الجزاء في ظل التكتلات الدفاعية التي انتهجها التعاون، الذي كثّف المناطق الدفاعية واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة لاستغلال اندفاع لاعبي الفريق الشبابي، ولم تشهد الدقائق العشر الأولى أية خطورة تذكر على مرمى الفريقين، وبعد كرة عرضية مررها لاعب الشباب عبدالله الأسطا داخل منطقة الجزاء، تناقلها لاعبو الشباب برؤوسهم فأنهاها سبستيان تيغالي داخل الشباك التعاونية هدفاً شبابياً أول (16). وكاد لاعب التعاون الكرواتي داريو أن يرد سريعاً ويحرز هدف التعادل، بعد تلقيه تمريرة عرضية داخل الصندوق سددها قوية، ولكنها ارتطمت بالقائم الأعلى للمرمى وخرجت خارج الملعب (17). بعدها سعى لاعبو التعاون لرد اعتبارهم بإدراك هدف التعادل، ولكن غالبية محاولاتهم باءت بالفشل في ظل التغطية الدفاعية السريعة للاعبي الفريق الشبابي، إثر ذلك هدأ رتم المباراة، حتى أعلن حكم اللقاء مرعي العواجي عن نهاية الشوط الأول بتقدم الشباب على التعاون بهدف من دون مقابل. في الشوط الثاني، دخل أصحاب الأرض بغية تسجيل هدف الأمان والاطمئنان، بينما لم تشهد دقائق الأولى من هذا الشوط أية خطورة تذكر من جانب الضيوف الذين تراجعوا للخلف للذود عن مرماهم. وزجّ مدرب الشباب البلجيكي برودوم باللاعب البرازيلي كماتشو بدلاً من عبدالمجيد الرويلي لتفعيل منطقة الوسط (55) بعدها انحصر اللعب في منتصف الميدان. وأجرى المدرب الشبابي تبديلاً آخر ودفع بالمهاجم ناصر الشمراني بديلاً عن تيغالي وكاد البديل الشبابي كماتشو أن يضيف الهدف الثاني لمصلحة فريقه بعد أن سدد كرة قوية داخل الصندوق باتجاه المرمى ولكن حارس الضيوف تصدى لها وأبعدها ركنية (65). وتمكن «شيخ الأندية» من تعزيز التقدم وسجل الهدف الثاني بعد تمريرة من فرناندو منيغازو للاعب سياف البيشي داخل منطقة الخطورة والذي لعبها برأسه قوية على يمين المرمى داخل الشباك التعاونية (67). وقلّص سكري القصيم النتيجة وسجل اللاعب محمد راشد الهدف الأول بعد دربكة داخل منطقة الجزاء وخطأ من الحارس الشبابي وليد عبدالله الذي حاول إبعاد الكرة ولكنه لم يحسن التعامل معها وسددها بين أقدام محمد راشد الذي لم يتوانَ في إيداعها على يمين المرمى (72). ولم تفلح محاولات الفريقين في ربع الساعة الأخيرة من إضافة أي هدف، حتى أعلن الحكم نهاية المباراة بانتصار شبابي ورفع رصيده إلى 47 نقطة، بينما بقي التعاون على نقاطه ال16. الوحدة - الفيصلي جاءت البداية قوية من الفريقين، واتضحت الرغبة الهجومية منذ الدقائق الأولى التي كاد من خلالها مهاجم الفيصلي بدر الخراشي أن يهز شباك حارس الوحدة عساف القرني من كرة انفرادية، ولكن تسديدته القوية مرت إلى جوار القائم، ليرد الوحداويون بسرعة عن طريق المهاجم أحمد الشربيني الذي تلقى تمريرة ماكرة من كرنشي، ليواجه الحارس تيسير آل نتيف، ويتجاوزه بحركة فنية، ليودع الكرة في الشباك، محرزاً هدف التقدم لأصحاب الضيافة «16». وبعد الهدف كثف الضيوف غاراتهم الهجومية، رغبة في إدراك التعادل، لكن التسرع وقلة التركيز أمام المرمى حرمت الفريق من الوصول إلى مبتغاهم باكراً، ليهدر البرازيلي ريتشي فرصة مضاعفة النتيجة من كرة رأسية، لحظة خروج آل نتيف من مرماه، ولكن المدافع محمد جحفلي أنقذ الموقف قبل ولوج الكرة الشباك، وأضاع مدافع الفيصلي محمد سالم فرصة مؤكدة من كرة رأسية، اعتلت العارضة الوحداوية (35). ونجح مهاجم الفيصلي بدر الخراشي من إحراز هدف التعادل للضيوف من كرة انفرادية وسط غفلة من دفاع الوحدة، ليرسلها أرضية سريعة في الشباك، مسجلاً هدف التعادل لفريقه «42». وفي الشوط الثاني حاول الوحدة الضغط على مرمى الفيصلي رغبة في الحصول على النتيجة، وتحرك المدرب التونسي خليل عبيد وأجرى تغييرين هجوميين بنزول علي مدحلي وإسلام سراج بدلاً من الشربيني وكرنشي، وكاد البديل ياسين البخيت أن يحرز الهدف الثاني للفيصلي من كرة خطرة أمسكها الحارس عساف القرني من على خط المرمى (67) قبل أن يتمكن عبدالله المطيري من استغلال هوّة دفاعية وحداوية لينسل من بين المدافعين ويسجل الهدف الثاني للضيوف (90).