منذ حوالى عامين كتبت مقالة عن مورينيو ومتاعبه في الريال بعد أن تجرّع كثيراً من مرارة الهزائم على يد برشلونة، وربطتُ ذلك بحراك الشارع العربي، فتخيّلت جمهور الريال في أكبر ساحات مدريد يطالب برحيل البرتغالي العنيد، وهو يعدهم بإصلاحات عميقة، قد يكون أهمّها شراء لاعبي البارشا للتخلص من كابوس كاتالونيا التي لا تتعب عشاق الكرة فحسب بل تجاوزته إلى إقلاق السياسيين بالتفكير في الانفصال. مورينيو يعيش هذه الأيّام أزهى أيّامه مع الريال، بعد أن قضى على النّحس الذي لازم النادي الملكي أعوامًا، إذ فاز على الغريم ذهاباً وإياباً في مباراتي الكأس والدوري، ما جعل الكثيرين يرددون مقولة: «انتهى عصر البراشلة»، ولكنّ الردّ كان عنيفاً أمام ميلانو، إذ عاد رفاق ميسي بقوّة، ما أفسد على المداردة فرحة أسبوعين. إنّما دون أن يقلّص ذلك شيئاً من ارتفاع شعبيّة مورينيو بصورة جعلت جماهير الريال تعدّ لمسيرة تأييد لبقائه مدرّباً للنادي، بعد أن تبيّن لهم أنّهم ظلموه كثيراً، وكانوا قساةً عليه مثلما كانوا مع رونالدو في فترة بياته الشتوي (...) وحزنه العميق. صحيح الإسبان، خصوصاً في مدريد، ضاقوا ذرعاً بالبرتغاليين الذين صاروا شركاء بحكم عدد اللاعبين المنتمين إليه، وشعر بعضهم بأنّ وضع اللاعبين الإسبان غير مريح مع مورينيو، إذ كثيراً ما تحدّثت الصحف عن ملاسنات وتجاذبات بين راموس وكاسياس ومدربهما، ومردّ هذا ليس فشل كاسياس في صدّ الأهداف المتقاطرة عليه من فرق متواضعة تسببت في خروجه من سباق اللقب، وليس أخطاء راموس التي خلّفت وراءها هزائم نكراء. وبين المدللين في منتخب لاروخا، وانتعاشة النادي الملكي في الأسابيع الأخيرة، عادت أسهم مورينيو للارتفاع بشكل واضح في بورصة المدربين الأفضل في العالم، حتّى إن البرتغالي لم يمنعه تطاوله على غيره من المدربين من اتهام ال«فيفا» بالتلاعب في أصوات أفضل مدرب في العالم الموسم الماضي، وهو الإسباني دي لبوسكي، الذي اعتقد النّاس أنّ تعادل لاروخا أمام فنلندا دليل على أنّه لم يعد ذلك المدرب القادر على الفوز بكأسي العالم وأوروبا، ولكنّ الردّ كان أقوى مما يعتقد أتباع مورينيو، إذ عبث رفاق إنييستا بديوك فرنسا في قلب باريس، وسيطروا بالطول والعرض على المباراة، بنسبة تفوق 75 في الم،ئة وكأن رفاق ريبيري لا وجود لهم، وسواء ردّد ابن زيمة لامارسييز أم قسما أو غيرهما، فإنّ النتيجة عودة إسبانيا إلى ذاتها كما يعرفها النّاس، إذ تأكّد للخبراء أنّه إذا أمطرت في برشلونة حمل دي لبوسكي المظلة، وإذا تعافت برشلونة، فالويل لمن تطاول على السّحرة. إنّ مورينيو ليس مدرّباً عادياً، لهذا يفكر عشاق الريال في تنظيم مظاهرة للمطالبة ببقائه وتأديب أندية إسبانيا والعالم كما فعل أيّام دي ستيفانو. ودي لبوسكي أيضاً مدرّب غير عاديّ فهو بطل العالم وأوروبا، وهي ألقاب على مورينيو أن يحرزها ليكون الأفضل، مثلما يقول المقارنون بين مارادونا وميسي، إنّ البرغوث لاعب موهوب جدّاً، لكنّه يبقى من دون دييغو ما لم يحرز كأس العالم.. والأيّام ألقاب. [email protected]