حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، مما أسماه «غياب الضمير»، وقال في خطبة أمس (الجمعة) إن: «الضمير الحيّ إذا غاب عن المجتمعات أصبح أفرادها أشباحاً بلا أرواح»، موضحاً «أن المجتمعات المسلمة عانت في هذا العصر من غياب الضمير الحيّ الواعي، الذي عوّدهم في غابر الأزمان أنه إذا عطس أحد منهم في المشرق شمّته من في المغرب، وإذا استغاث من في الشمال لامست استغاثته أسماع من في الجنوب». وأضاف: «إن الدهشة كل الدهشة ما أصاب الأمة في هذا العصر حيث يصرخ من هو بجانبك ويئن فلا يسمع، ويشير بيديه الغوث الغوث فلا يرى، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور». وقال: «أيها المسلمون، إن العالم اليوم يعيش أوج مراحله التقنية والمعلوماتية، ويشهد حمم براكين الابتكارات والمحدثات في الميادين كافة، فلا يلبث الناس لحظات يسيرة مع مستحدث جديد يتأملون صورته إلا داهمهم من الجديد ما ينسيهم الأول». وأضاف: «في حين أن العالم اليوم استطاع بهمّته وحبّ استطلاعه أن يصل إلى الفضاء ويصنع القنبلة النووية، إلا أنه في الوقت نفسه لم يستطع إيقاظ الضمير لدى المجتمعات والشعوب، ولم يملأ الخواء الروحي في أن يجعل الحياة وسيلة لا غاية، فأبصروا نجوم الفضاء وعموا عن القذاة في العين». وأكد أنه لن يستيقظ ضمير الأمة إلا بيقظة ضمير أفرادها، متسائلاً كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ وكيف يلبس الخاتم امرؤ أكتع اليدين؟ وفي المدينةالمنورة، حضّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي المسلمين على التمسك بالعروة الوثقى لأن فيها صلاح الأمور وعزّ الدهور وحسن العاقبة عند النشور. وقال في خطبة الجمعة: «إن الصلاة هي الركن الأعظم بعد الشهادتين، فقد فرضها الله في كل دين شرعه، ولا يقبل الله من الأولين ولا الآخرين ديناً بغير الصلاة». وأكد أن فرض الصلوات من رب العالمين على الأمة بكلام الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلا واسطة من أعظم الأدلة على منزلة الصلوات عند الله تعالى، ومكانتها من الدين وأن فيها الخير كله.