تحت شعار»سحر السينما الأفريقية»، اختتمت فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي أقيم في الفترة من 15 حتى 24 آذار (مارس)، وفاز الفيلم الروائي الطويل «ما نموتش» للتونسي نوري بوزيد بجائزة أفضل فيلم في المهرجان. وتدور أحداث الفيلم حول قضية ارتداء الحجاب في تونس وذلك انطلاقاً من موقفين متناحرين لصديقتين، إحداهما لا ترتدي الحجاب ويحاول أهلها وخطيبها إكراهها على ارتدائه، فيما ترتدي الأخرى الحجاب وتعيل أخوتها ويحاول رب العمل إرغامها على خلعه. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة ففاز بها الفيلم الكيني «نيروبي نصف حياة» للمخرج «توش جيتونجا»، في حين نال جائزة التميز الفني الفيلم السنغالي «القارب» للمخرج موسى توريه. وسلمت جائرة للمخرج المالى سليمان سيسيه على أعماله التي عرضت خلال فترة المهرجان. ومنحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة شهادة تقدير خاصة للفيلمين، المصري «الخروج للنهار» إخراج هالة لطفي والإثيوبي، «مدينة العدائين» لجيري روثويل. فيما ذهبت الجائزة التي تحمل اسم الصحافي المصري الحسيني أبو ضيف الذي قتل في أحداث قصر الاتحادية، للفيلم المصري «عيون الحرية.. شارع الموت» من إخراج الأخوين أحمد ورمضان صلاح سوني. وفي مسابقة الرسوم المتحركة، فاز الفيلم التونسي «المرايات» إخراج نادية الريس بجائزة أفضل عمل، ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلمين المصري «الغابة» إخراج عادل البدراوي والإثيوبي «حساب» إخراج عزرا وبي. ومنحت مؤسسة شباب الفنانين المستقلين جائزتها باسم المخرج الراحل رضوان الكاشف لفيلم «كابوسي الجميل» للمخرج بريفي كاتجافيفي من ناميبيا. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز الفيلم الجزائري «حابسين» إخراج صوفيا داجاما بجائزة أفضل فيلم أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت إلى الفيلم السوداني «ستوديو» إخراج أمجد أبو العلا. وفاز بجائزة التميز الفني، التونسيان توفيق الباغي وإبراهيم زروق وهما المشرفان على ديكور وملابس فيلم «9 أبريل». وحاز فيلم «ستوديو» إخراج أمجد أبو العلا من السودان على جائزة لجنة التحكيم الخاصة. كما منحت لجنة التحكيم جائزة التميز للفنان توفيق الباغي مناصفة مع إبراهيم رزق عن ديكور وملابس الفيلم التونسي «9 أبريل». جوائز دون مبالغها وأشار رئيس المهرجان سيد فؤاد إلى أن المهرجان مر بضائقة مالية اضطرته لإلغاء القيمة المالية لجوائز دورته الحالية «نظراً للظروف الاقتصادية المتدهورة التي تمر بها مصر، وكانت لائحة المهرجان تنصّ أصلاً على أن قيمة الجوائز الثلاث في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 12 ألف دولار، بينما تبلغ قيمة جوائز مسابقتي الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة 7 آلاف دولار. وفي الإطار نفسه، أوضح سيد فؤاد أن كثراً من الممثلين والمخرجين أتوا إلى الأقصر على نفقتهم الشخصية «إسهاماً منهم في دعم المهرجان وتخفيفاً للأعباء المادية». المهرجان الذي تنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين - وهي غير ربحية وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006 - يقام سنوياً في مدينة الأقصر التاريخية جنوبي مصر. وشارك في الدورة الثانية لفيف من الفنانين الأفارقة، والعرب، وسفراء دول إفريقية هي جنوب أفريقيا، والسنغال، وموزمبيق، والنيجر، وبوركينا فاسو، وساحل العاج، والكونغو، ونيجيريا، وكينيا، ومالي، والجزائر. المهرجان أهدى دورته الثانية لروحَي المخرج المصري الراحل عاطف الطيب والناقد التونسي الراحل أيضاً، الطاهر شريعة الملقب بالأب الروحي للسينما التونسية والأفريقية. وكرّم المهرجان عميد النقاد السينمائيين سمير فريد والفنانة يسرا والنيجيري مصطفى الحسن رائد أفلام التحريك في جنوب الصحراء، والمخرج المالي سليمان سيسيه، وشويكار خليفة أحد رواد الرسوم المتحركة في مصر. وشارك في المهرجان 100 فيلم من 35 دولة أفريقية من بينها 17 في المسابقة الدولية للمهرجان من 15 دولة، وفي مسابقة الأفلام القصيرة شارك 29 عملاً روائياً وتسجيلياً من 15 دولة. وأقيم على هامش المهرجان مجموعة من الورش السينمائية والفنية. حفل الختام شهد عروضاً لأفلام الرسوم المتحركة للأطفال وعروض أفلام ورش العمل.