حذر مختصون في القطاع المالي والمصرفي، من التعامل مع عصابات ومواقع عالمية غير معروفة تقوم بإرسال رسائل احتيال نصية، وتدعو كذلك إلى المشاركة في تجارة العملة من خلال مواقع إلكترونية (الفوركس)، والتي وقع ضحيتها عدد كبير من الأشخاص، مؤكدين أنه على رغم الجهود المبذولة والتوعية المستمرة من الجهات المختصة، فإن هذه العصابات مازالت نشطة وتمثل خطراً كبيراً على كثير من الأشخاص الذين يبحثون عن الربح السريع. وأشاروا إلى أن منطقة الخليج بشكل عام، والمملكة بشكل خاص، هي من أكثر المناطق في العالم تعرضاً لمثل تلك العصابات، نتيجة ضعف الوعي لدى كثير من الأشخاص، والطمع في الربح السريع. إلى ذلك شددت المصارف السعودية على ضرورة وعي العملاء لتلك الرسائل والمواقع الوهمية، وعدم الكشف عن الحسابات المصرفية والأرقام السرية، إضافة إلى عدم القيام بأية عمليات مالية من دون التأكد من صحة الموقع الإلكتروني الذي يتعامل معه، في الوقت الذي تحرص فيه على إيجاد تقنيات متطورة تلبي لعملائها حاجاتهم المصرفية من خلال بيئة آمنة وموثوق بها. وقال الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية طلعت حافظ، إن هناك جهوداً كبيرة توعوية عن الجرائم المعلوماتية تبذلها جهات معنية عدة في كل ما يخص ذلك، كوزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي ووزارة الخارجية والمصارف السعودية ولجنة الإعلام والتوعية المصرفية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. وتوقع أن تصب كل هذه الجهود في مصلحة المواطن والمقيم، وأن تحد من تأثير رسائل الاحتيال المالي التي تستخدم الرسائل النصية أو الإيميل، مشدداً على التحذير الدائم من وقوع الأفراد ضحايا لتلك العصابات ومن التعامل معها. وحذر حافظ من مواقع تجارة العملة (فوركس) التي للأسف انتشرت بشكل كبير، وتحوي أساليب وحيلاً للإيقاع بكثير من المتعاملين معها، لافتاً إلى أن معظم هذه المواقع أو الشركات وهمية وقع كثير من الناس ضحية لها. وأكد أنه على رغم الجهود في توعية الناس وارتفاع حجم الثقافة لدى كثير من العملاء، فإن تلك العصابات وتلك المواقع مازالت نشطة، مشيراً إلى أنه لا يوجد إحصاء دقيق عن عدد تلك الرسائل أو من وقعوا ضحية لها، وخصوصاً أن من يتعرض لتلك العمليات الاحتيالية لا يبلّغ، ويتحسس من التقدم إلى الجهات المختصة للإبلاغ عن وقوعه ضحية لمثل تلك العصابات، متوقعاً أن يكون لدى الجهات الأمنية إحصاء لمن وقع ضحية لذلك. وطالب حافظ من وقعوا ضحية لتلك العصابات أو المواقع بالتبليغ كي تتم معرفة ومتابعة تلك الجهات، والتحذير من أخذ الوقاية منها كي لا يقع أشخاص آخرون ضحية لهم. من جهته قال المصرفي بندر العبدالكريم إنه على رغم الجهود المبذولة من مختلف الجهات، إلا أنه وللأسف مازال الوعي لدى كثير من الناس الذين يقعون ضحية عمليات الاحتيال محدوداً، وذلك نتيجة الطيبة الزائدة أو الطمع في الربح السريع. وأكد أن هذه العصابات مازالت نشطة وبشكل كبير، وتركز على منطقتنا أكثر من أية دولة في العالم، وخصوصاً أنه وقع ضحية لها أشخاص يبحثون عن الربح السريع، نافياً أن يكون هناك إحصاء دقيق لعدد الضحايا الذين تعرضوا لعمليات الاحتيال من تلك العصابات. وأشار العبدالكريم إلى أن المصارف تبذل جهداً كبيراً في هذا المجال من خلال التوعية والتبليغ عن تلك الجهات الوهمية، موضحاً أن من يقع ضحية لتلك العصابات أو المواقع لن يستطيع استرداد أمواله. ولفت إلى أن تقنيات الاحتيال تتطور بشكل سريع وتستخدم وسائل متطورة، ما نتج عنه وقوع ضحايا لها حتى أصبحت منطقتنا من أكثر المناطق في العالم تعرضاً لمثل تلك العمليات.