تعود عجلة دوري «زين» السعودي إلى الدوران مجدداً بعد فترة توقف دامت أكثر من أسبوعين بسبب ارتباط المنتخب السعودي بمواجهة نظيره الإندونيسي في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم آسيا في أستراليا 2015، إذ ستقام مساء اليوم مواجهة وحيدة في افتتاح الجولة ال23، عندما يلتقي الأهلي والرائد على ملعب الأول في مكةالمكرمة. الأهلي يحتكم على 42 نقطة في المركز الرابع، ويتطلع إلى زيادة رصيده بحثاً عن المنافسة على الوصافة بعد أن طار الفتح بالصدارة، لذا سيرمي المدرب الصربي أليكس بثقل فريقه بحثاً عن تعزيز موقفه في حسابات المقدمة، ولضمان مقعد في دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، وتبدو الخطوط الخضراء أكثر قوة، بوجود العديد من العناصر ذات الوزن الثقيل في الملاعب السعودي سواء على مستوى المحترفين الأجانب أو المحليين، ويشكل خط الوسط القوة الحقيقة للفريق على الشقين الدفاعي والهجومي، إذ ينجح تيسير الجاسم والكولومبي بالمينو في تشكيل ساتر دفاعي في منتصف الميدان، يجعل مهمة الخصوم في غاية الصعوبة للعبور إلى المناطق الخطرة، في الوقت الذي يتحرك سلطان السوادي ومصطفى بصاص بحرية تامة على الأطراف لدعم البرازيليين برونو سيزار وفيكتور سيموس في العمليات الهجومية. الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً تدريجياً في مستوى الفريق الأهلاوي، خصوصاً بعد عودة المصابين، وانسجام البرازيلي برونو سيزار مع بقية زملائه اللاعبين، ما جعله يقدم مستويات كبيرة، ويشكل علامة فارقة في الخطوط الخضراء، ومتى ما ظهر لاعبو الأهلي بمستوياتهم المعتادة فلن تكون مهمتهم صعبة في التقاط النقاط الثلاث كاملة، خصوصاً وأن المدرب يملك العديد من العناصر القادرة على التسجيل، فالفترة الأخيرة كشفت عن قدرات مصطفى بصاص والسوادي على التسجيل، إضافة إلى البرازيلي الرائع برونو سيزار والذي تألق في تسجيل أجمل الأهداف في المباريات السابقة، فيما ما زالت الجماهير الأهلاوية تعلق آمالاً لا حدود لها على البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني للعودة إلى سابق عهدهما بتقديم المستويات الكبيرة وتسجيل الأهداف الحاسمة. وعلى الطرف الآخر، يدخل الرائد المواجهة ب24 نقطة في المركز ال9، ويسعى جاهداً إلى إكمال حسابات البقاء، ويدرك مدربه المقدوني كوستوف قوة المنافسة وصعوبة المهمة، ما يجعله لا يتردد في الاكتفاء بالكونغولي ديبا وحيداً في خط المقدمة، مع تكثيف مناطق الوسط بأكثر عدد من اللاعبين، لتضييق المساحات أمام مهاجمي الأهلي، مع الإيعاز للاعبين فيصل درويش والمغربي عصام الراقي وعبدالعزيز الجبرين بالتحرك خلف المهاجم ديبا. الرائد قدّم مستويات جيدة هذا الموسم، وكان على مشارف بلوغ نهائي كأس ولي العهد، قبل أن يسقط في المطاف الأخير أمام النصر في نصف النهائي، ولن يكون صيداً سهلاً لأصحاب الدار في مواجهة الليلة، خصوصاً وأن الفريق في أمس الحاجة لدعم رصيده النقاطي لتأكيد البقاء في دوري الأضواء والابتعاد عن حسابات الجولات الثلاث الأخيرة، والتي قد تشهد معادلات غير متوقعه، وكل ما تخشاه جماهير الفريق في المباريات الكبيرة، هي الأخطاء الدفاعية التي تسببت في إهدار العديد من النقاط التي كانت تبدو في متناول اليد. المواجهات الأخيرة في المنافسات تتطلب تعاملاً مختلفاً، كون النقطة المهدرة يصعب تعويضها، وقد يدفع الفريق ثمنها غالياً، سواء في حسابات مراكز المقدمة، أو تحديد هوية الهابطين إلى مصاف دوري الدرجة الأولى، لذا فمدربا الأهلي والرائد سيخوضان اختباراً حقيقياً مساء اليوم لتحقيق أهدافهما، وسيكون الصراع على أشدة بينهما للظفر بالنقاط كاملة.