كشف رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية الدكتور سلطان السبيعي، عن دراسة يجرونها لاستمرار الفعاليات أيام العطل، وخلال الصيف المقبل. وقال: «إن ذلك سيكون من الأولويات التي سيدرسها المجلس مع الشركاء». فيما كشف إحصاءات زوار مهرجان «الساحل الشرقي»، أنهم يتجاوزون 40 ألف زائر يومياً، إلا أن «الإحصاءات الدقيقة ستقدم من مركز الإحصاءات في الهيئة العامة للسياحة والآثار «ماس» بحسب السبيعي. وعن بناء «المارينا» على السواحل في الدمام والخبر، أوضح السبيعي، في تصريح صحافي، أنها «قيد الدراسة مع الشركاء، والجهات المعنية بإيجاد آلية توضح كيفية المحافظة على السفن القديمة، وإعادة إحيائها. وستقدم هذه الدراسة إلى أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحة الأمير سعود بن نايف». واختصرت جلسات التراث في مهرجان «الساحل الشرقي»، المقام في منتزه خادم الحرمين الشريفين في الواجهة البحرية في الدمام، سنوات طويلة من الزمن، وهي تعيد الأحياء القديمة في كل من الدمام، وتاروت، ودارين، ومظاهر حياة الناس فيها قبل 80 عاماً، ونسج المهرجان لوحات اتخذت من الموروث التراثي الشرقي سبيلاً للوصول إلى ملامح تلك الحقبة الزمنية قبل «زمن النفط». ويجد الزائر لفعاليات المهرجان نسخة طبق الأصل لأشهر الحارات آنذاك، بما تحويه من «المركاز»، والمقعد، والجلسات القديمة، وبيوتها ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها. وما يلفت الانتباه وجود الأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تتيح للمارة الشراء من دكاكينها الأكلات الشعبية، والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف، وإذا أحس الزائر بالتعب، وأراد أخذ قسط من الراحة؛ فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها، مستعيداً «الزمن الجميل»، من خلال المأكولات والمشروبات، مثل البليلة، والتوت، والقهوة، والشاي. وقال الزائر منصور سالم (60 سنة): «إنها فرصة للأبناء، للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد، سواءً في المعيشة، أو البيع والشراء، ناهيك عما كانوا يسمعونه وقت المساء، حيث تجد حضور الفرق الشعبية التي تشدو بالأهازيج البحرية». وفي جانب آخر، تواجد 35 شاباً، يتزينون بلباس الكشافة، تطوعوا في إجازاتهم، لتنظيم العمل في المهرجان. وقال المشرفان فيصل العتيبي، وعبدالله الشهراني: «إن هؤلاء الشبان يمتد تواجدهم في أروقة المهرجان وممراته، يومياً من الرابعة عصرا إلى ال11 مساءً». ويجد زائر المهرجان، سيارات قديمة من طرازات تعود إلى الفترة الممتدة من العام 1930 إلى 1982. فيما شرع شبان، في إعادة صيانتها وإحضارها للمهرجان، ليكتمل المشهد التراثي القديم. ويقول محمد القحطاني (زائر): «وجدت ضالتي في هذا المهرجان الجميل، إذ تعرفت هنا على تراث الشرقية البحري، وعلى فعاليات المهرجان التي وجدتها حافلة بالعروض المتجددة والمفيدة، وبخاصة المقهى الشعبي والجلسات التراثية، والأجنحة والدكاكين والمقتنيات القديمة، والفن التشكيلي، والحرفيون، والأسر المنتجة». فيما جذب المهرجان، وفداً من مهندسي طيران أميركيين، جاؤوا برفقة أصدقائهم محمد يحيى عسيري، وموسى سليمان الحربي. وأبدى المهندس ستيف فيثس، إعجابه بالمهرجان، لافتاً إلى أن قدومه إلى المملكة بشكل مستمر، لطبيعة عمله في مجال الطيران. فيما قال المهندس بوب: «جميل أن تقام فعاليات بشكل يمزج بين المتعة وجذب السائحين بالأهازيج الشعبية ذات طابع المنطقة نفسها، وتعتبر فكرة جيدة لترسيخ تفاصيل الحرف اليدوية والصناعات القديمة في أذهان سكان المنطقة، لأنها عاداتهم وتقاليدهم، كما تعرفنا عليها نحن كزوار للمهرجان». بدوره، أوضح المشرف العام على المهرجان مانع المانع، أن الهدف من المقهى التراثي هو «إعطاء انطباع إيجابي عن الموروث القديم في المنطقة، وعن أحياء الشرقية القديمة لإيصال القديم بالحديث بين الآباء والأبناء». وأشار إلى أنه تم «جمع عدد كبير من المقتنيات القديمة، من خلال العمل مع فنانين مختصين لإعطاء الجمهور نبذة جميلة عن الماضي القديم ببيوته وأزقته وحلوياته وألعابه في البيت الشرقاوي». وذكر أن «تعليم الصغار في «الكُتّاب» يُعد من الفعاليات التي اجتذبت عدداً كبيراً من الزائرين»، لافتاً إلى أنهم استعانوا بالمعلم سالم، ليدرس الطلبة الصغار، على غرار الطريقة البدائية القديمة في حفظ القرآن. وقال «نحظى بإقبال كبير من الزوار، ففي أول 6 أيام استقبل المهرجان أكثر من 200 ألف زائر»، موضحاً أن المهرجان سيستمر إلى يوم الخميس المقبل».