تخزن الغابات والأراضي الرطبة والمزارع الموجودة في شرق الولاياتالمتحدة في شكل طبيعي 1100 مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون. وتعادل هذه الكمية 15 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تنبعث كل عام، بحسب تقديرات وكالة حماية البيئة والواردة في تقرير أصدرته وزيرة الشؤون الداخلية الأميركية سالي جول في ذكرى مرور سنة على إطلاق خطة العمل الخاصة بالتغيير المناخي التي أطلقها الرئيس باراك أوباما. وقالت جول: «نتخذ اليوم خطوة أخرى إلى الأمام في إطار جهودنا المتواصلة للاستفادة من العلم الذي يمكن الاعتماد عليه، ونسعى إلى معالجة التحدي الرئيس الماثل أمامنا في القرن ال21، وهو المناخ المتغير». وأوضحت أن «هذه الدراسة التاريخية التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية توفر سبباً آخر يجعلنا موقعاً جيداً للمناطق الطبيعية في بلادنا، إذ تلعب النظم البيئية دوراً حاسماً في إزالة غاز ثاني أوكسيد الكربون المضر، الذي يساهم في إحداث التغيير المناخي من الجو». وتعمل النظم البيئية عبر الولايات ال48 (من دون آلاسكا وهاواي) على امتصاص 1738 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، وهو يوازن لدى المقارنة انبعاثات الغاز في مدة عامين من السيارات في الولاياتالمتحدة، أو أكثر من 20 في المئة من غازات الدفيئة التي تقدر وكالة حماية البيئة انبعاثها سنوياً في البلاد». ويظهر التقويم أن المنطقة الشرقية «تخزن كربوناً أكثر من كل بقية الولايات ال48 ، على رغم أن فيها أقل من 40 في المئة من الأراضي. وتوقع علماء هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وفق التقديرات، «انخفاض معدل امتصاص الكربون في الولايات ال48 بنسبة تزيد على 25 في المئة بحلول عام 2050، بسبب عوامل مثبطة مثل حرائق الغابات والتنمية الحضرية وزيادة الطلب على المنتجات الخشبية». وتشكّل الغابات مصدراً لامتصاص أكثر من 80 في المئة من الكربون في المنطقة الشرقية سنوياً، ما يؤكد الدور الحاسم للغابات الذي أبرزته مبادرة العمل الخاصة بالتغيير المناخي التي أطلقتها الحكومة. وعكف علماء هيئة المسح الجيولوجي الأميركية على بناء التقويم الوطني منذ إصدار الكونغرس تكليفاً خلال عام 2007 في قانون استقلال وأمن الطاقة. وكان التقرير الأول عن منطقة السهول العظمى، صدر عام 2011، فيما صدر التقرير الثاني عن منطقة غرب الولاياتالمتحدة عام 2012. ويُرجح أن يكتمل تقريران عن كل من آلاسكا وهاواي عام 2015. يُذكر أن عملية التخزين الإحيائي للكربون، المعروفة أيضاً باسم امتصاص الكربون، هي عملية يُزال فيها ثاني أوكسيد الكربون من الجو وتخزينه على شكل كربون في النباتات والتربة والرواسب. ولا يغفل الحصر الجاري من جانب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قدرة النظم البيئية بأنواعها على تخزين الكربون في الحاضر والمستقبل، وتأمين معلومات حيوية عن القرارات الخاصة باستخدام الأراضي وإدارتها. كما أن إدارة الكربون المخزن في مناطق النظم البيئية والمناطق الزراعية، هو أمر يتصل بالتخفيف من حدة تغيير المناخ والتكيف مع هذه التغييرات.