افتتحت في الدوحة أعمال القمة العربية في دورتها العادية 24 بحضور 16 ملكاً واميراً ورئيساً، وبغياب قادة ست دول إنتدبوا ممثلين عنهم. وألقى الكلمة الاولى عن العراق، رئيس الدورة السابقة، في الجلسة العلنية نائب الرئيس خضير الخزاعي مسلماً الرئاسة الحالية إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. الخزاعي عرض أبرز ما أنجزه العراق خلال رئاسة الدورة، مقترحاً بنقل مؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سورية. من ناحيته، أكد أمير قطر أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، دعياً إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة برئاسة مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس واتفاق الطرفين على إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، ويحضرها من يشاء من الدول العربية. وشدد على ضرورة انشاء صندوق بقيمة بليون دولار لصالح القدس، معلناً مساهمة بهبة قيمتها 250 مليون دولار. بدوره أشار الأمين العام لجامعة الدول نبيل العربي إلى ضرورة مشاركة الدول العربية في تقديم تعهدات مالية لمؤتمر المانحين الدوليين لإعادة الأعمار والبناء في دارفور، مؤكداً على تواصل الجامعة دعمها لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة، مؤكداً أن جوهر الصراع في المنطقة كان وسيظل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية. ودعا العربي إلى توفير الدعم للإبراهيمي الممثل اللأممي المشترك ليواصل جهوده في التوصل إلى تحقيق التوافق الدولي والإقليمي، مشيراً إلى أن خيار التسوية السياسية للأزمة السورية هو الخيار الذي يجب التمسك به. ومن جهته، كشف الرئيس المستقيل ل "الائتلاف السوري" المعارض معاذ الخطيب أنه طلب من الولاياتالمتحدة خلق منطقة آمنة في شمال سورية من خلال مظلة باتريوت، محملاً حكومة بشار الأسد مسؤولية ما وصفه برفضها حل الأزمة. ولفت الخطيب، بعد منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة السورية، إلى قوله لمسؤول اميركي "نحن لا نخجل من أن نعلن مساعدات الاغاثة الأميركية التي تقدر ب 365 مليون دولار لكن ما ننتظره من أميركا أكبر من ذلك"، موجهاً الشكر إلى العديد من الدول خاصة قطر والمملكة العربية السعودية ولبنان وكردستان العراق و"كل جندي مجهول" ساعد الثورة السورية. كما طلب الخطيب بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الاممالمتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا ان الشعب السوري سيقرر من سيحكمه "لا اي دولة في العالم". من ناحيته، وجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال إلقاء كلمة بلاده في اجتماع قمة الدوحة، والتي تشارك فيها تركيا كمراقب، التحية على خطوة تسليم القمة العربية الائتلاف السوري المعارض مقعد سورية في الجامعة العربية. ورأى أوغلو أن ذلك "يساهم في وقف نزيف الدم السوري وتشجيع دول أخرى على تقديم الدعم لسورية، وإشارة إلى النظام السوري بأنه لم يعد مقبولاً منه أن يتحدث باسم الشعب السوري"، مشدداً على أن أنقرة "ستسعى لحصول الحكومة السورية المؤقتة على مقعد سورية في الأممالمتحدة". في إطار متوازن، اعتبر الاعلام السوري أن "السطو" على مقعد سورية في الجامعة العربية ومنحه إلى المعارضة السورية "جريمة قانونية وسياسية واخلاقية" و"استبدال الاصيل بالمسخ المنحرف". وأشارت صحيفة "تشرين" الحكومية " الى ان الدولة السورية "لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة". وجاء في صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم "يا حيف يا اخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل". واعتبرت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطة ان القرار "يمهد حكما ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة للمعارضين الذين تختارهم"، واستدركت الصحيفة ان سوريا "ليست متضررة اطلاقا من خسارة مقعدها... حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية". ومن المقرر ان تستمر أعمال القمة الرابعة والعشرين التي تعقد تحت شعار " الأمة العربية : الوضع الراهن وآفاق المستقبل" اليوم وغداً الاربعاء .