وصل رامي الحمدالله، رئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطينية الخميس إلى قطاع غزة، على رأس أعضاء حكومته، التي من المقرر أن تعقد اليوم جلستها الأولى لتكون أول حكومة موحدة تعقد اجتماعها في غزة منذ الانقسام الفلسطيني في العام 2007. ووصل الوفد عبر معبر بيت حانون (إيريز) الذي يربط قطاع غزة بإسرائيل، وكان في استقباله عدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية وفي مقدمها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وانتشر عناصر أمن "حماس" على معبر (إيريز) لتأمين زيارة الوفد، كما انتشر عدد كبير منهم في شوارع مدينة غزة، لا سيما في محيط منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس غرب المدينة، والذي ستجتمع فيه حكومة التوافق عند الظهر. وهذه الجلسة الأولى للحكومة الموحدة منذ الانقسام الفلسطيني في العام 2007. وكانت حركتا فتح و"حماس" وقّعتا اتفاق مصالحة وطنية في نيسان (أبريل) بهدف إصلاح العلاقات بينهما والتي تدهورت عندما طردت حركة "حماس" "فتح" من غزة إثر اشتباكات دموية في 2007. وبدأت الحكومة مهماتها في حزيران (يونيو) في مدينة رام الله في الضفة الغربية، إلاّ أنها لم تعقد أي اجتماع في غزة التي شهدت حرباً مدمرة مع إسرائيل استمرت 50 يوماً هذا الصيف. ورغم أن الحكومة أدّت اليمين الدستورية في الثاني من حزيران (يونيو)، إلاّ أن "حماس" بقيت القوة التي تحكم غزة فعلياً، ما دفع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعّم حركة "فتح" إلى اتهام "حماس" بأنها تدير حكومة ظلّ في القطاع. إلا أنه وبعد الحرب التي توقفت بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في 26 آب (أغسطس)، اتفق الجانبان في 25 أيلول (سبتمبر) على أن تتولى حكومة التوافق الوطني زمام الأمور في غزة وأن تلعب دوراً رئيسياً في إعادة إعمار القطاع. وتأتي هذه الخطوة قبيل اجتماع المانحين الدوليين لإعادة إعمار القطاع المدمر والذي سيعقد في القاهرة يوم الأحد. وستطلب السلطة الفلسطينية في مؤتمر المانحين الذي ترأسه مصر والنروج، مبلغ 4 بلايين دولار لإعادة بناء غزة.