عزز الجيش اللبناني حواجزه في عدة مناطق شمال شرق البلاد الاثنين، وذلك بعد موجة من عمليات الخطف المتبادلة بين عشائر شيعية وسنية، وسط توتر شديد في البلدات التي تقع على مقربة من الحدود مع سوريا، وتشهد منذ فترة حالة من الانقسام على خلفية الموقف من النظام السوري. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن مسلحين اختطفوا خلال ساعات الليل إلى اختطاف حسين كامل جعفر في مناطق قريبة من بلدة عرسال الواقعة شمال شرقي محافظة البقاع، وتعتبر عائلة جعفر من أبرز العشائر الشيعية في المنطقة، في حين تقطن غالبية سنية بلدة عرسال الحدودية. وبعد شيوع نبأ اختطاف جعفر، قام مسلحون يعتقد أنهم على صلة بالعشائر الشيعية في المنطقة بخطف ثمانية أشخاص على الأقل من عرسال، وأشارت الوكالة إلى أن عشيرة آل جعفر "أعطت مهلة ثلاث ساعات للإفراج عن المخطوف حسين جعفر، وسط انتشار مسلح كثيف في أكثر من منطقة في بعلبك والبقاع الشمالي." وقام الجيش اللبناني بالانتشار على طول الطريق الدولية الواقعة بالمنطقة، واستحدث مراكز جديدة عند مدخل بعض القرى، في حين تم اطلاق نار على سيارة اسعاف كانت تنقل جرحى من الجانب السوري، يعتقد أنهم من عناصر الجيش الحر، من عرسال إلى إحدى مستشفيات بعلبك، وجرى اختطاف سائقها السوري. وتشهد المنطقة توترا كبيرا منذ أسابيع، بعد تعرضها للقصف من الجانب السوري والحديث عن وجود قواعد خلفية للجيش الحر في المناطق النائية التابعة لعرسال التي يتعاطف سكانها مع المعارضة السورية، في حين أنها تقع وسط مناطق يغلب عليها الطابع الشيعي المؤيد لحزب الله وحركة أمل، ويزداد القلق حيال الوضع الأمني في لبنان، خاصة مع استقالة الحكومة واستمرار الاضطرابات بسوريا.