انتزع فيلم وثائقي صيني جائزة «نظرة ذهبية» التي يمنحها «مهرجان فريبورغ السينمائي الدولي» في سويسرا، فضلاً عن ثلاث جوائز أخرى، فيما حاز فيلم «وجدة» السعودي جائزة الجمهور الذي أقبل لاكتشاف سينما أخرى غير السينما الأميركية التي تطغى في سويسرا. ويتناول فيلم «الأخوات» للمخرج وانغ بينغ في 153 دقيقة، حياة 3 أخوات صغيرات يتخلى عنهن الأهل في قرية نائية من القرى الجبلية الموحلة في منطقة يونان الصينية، فيتولين شأنهن في الحياة كيفما اتفق، ويقيمان عند الجد الذي لا يتولى العناية بهن، فلا يتلقين التعليم، وتتكفل الأخت الكبرى (عشر سنوات) الجزء الأكبر من المسؤولية. ويظهر هذا الفيلم الجانب غير المرئي من المجتمع الصيني في يونان، عارضاً الفقر والبؤس والتحديات التي يواجهها الأطفال يومياً. وكافأت لجنة التحكيم هذا الفيلم بالجائزة التي تصل قيمتها إلى 30 ألف فرنك سويسري، بسبب «بساطته» التي تحوّل هذا الواقع إلى عمل بصري رائع. وتسلم المخرج الحاضر في فريبورغ بنفسه هذه الجائزة إضافة إلى جائزة «دون كيشوت» التي يمنحها «الاتحاد الدولي لجمعية الفيلم» وجائزتين أخريين. وكان فيلم «الأخوات» حاز جائزة تظاهرة أوزانتي (آفاق) في البندقية الخريف الماضي. ومن بين الأفلام الاثني عشر التي تضمنتها المسابقة الرسمية، منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الأرجنتيني «لوس سالفاجيس» لاكسندرو فاضل، بسبب «معالجته الخاصة ولغته السينمائية لقصة تكررت عبر الإنسانية». ويتناول الفيلم حكاية خمسة فتيان فروا من مركز للتأهيل، ويصور رحلتهم عبر الجبال والغابات وتدبرهم أمرهم ومرورهم بكل التجارب قبل أن يصلوا إلى مأوى. صوّر الفيلم في خمسة أسابيع عاش فيها الممثلون والمخرج شروطاً تشبه حياة شخصيات الفيلم، وتبلغ قيمة هذه الجائزة 10 آلاف فرنك سويسري. أما جائزة الموهبة وقيمتها تسعة آلاف فرنك سويسري، فمنحت للفيلم الإيراني «هذا حلم» لمحمود غفري، وهو الشريط الأول لهذا المخرج ولم يسبق تقديم هذا العمل إلا في مهرجان القارات الثلاث في مدينة نانت الفرنسية. وأشادت لجنة التحكيم ب «خصوصية» العمل ومكانته في السينما الإيرانية، إذ إنه يتطرق لقضية الإجهاض والعلاقات غير الشرعية في المجتمع الإيراني اليوم. «وجدة» يستمر في حصد الجوائز أما المخرجة السعودية هيفاء المنصور التي حظيت باهتمام إعلامي وجماهيري منذ وصولها إلى المهرجان، فقد نال شريطها «وجدة» جائزة الجمهور الذي أقبل في شكل كثيف على حضور هذا الفيلم. وسبق أن نال «وجدة» جائزة مهرجان دبي للفيلم العربي، فضلاً عن جائزة الجمهور في أكثر من مهرجان سابق بينها مهرجان روتردام. ويثير هذا الفيلم اهتمام الجمهور لكونه من إخراج شابة في بلد تمنع فيه النساء من قيادة السيارات ولا توجد فيه صالات سينما أساساً. ولمناسبة العرض في المهرجان، قالت هيفاء المنصور لوكالة «فرانس برس» إنها تريد دائماً صنع أفلام لا تجعلها تبتعد عن بلدها قسراً كما هي الحال مع مخرجين إيرانيين. وسيخرج «وجدة» إلى الصالات في سويسرا الشهر المقبل، بينما لا يزال يعرض في الصالات الفرنسية للأسبوع السادس على التوالي.