زار الرئيس الاميركي باراك اوباما مدينة البتراء الأثرية جنوب الاردن، المحطة الأخيرة من جولته في الشرق الأوسط والتي اكد خلالها التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن امن اسرائيل، بعد أن زار مدينة النبطية بالطائرة المروحية. ووقف الرئيس الاميركي، الذي يقوم برحلته الخارجية الأولى منذ ولايته الثانية، وسط ساحة مضاءة بنور الشمس امام "الخزنة" في مدينة البتراء المنحوتة في الصخر الوردي. ووصل اوباما الى الآثار عبر ما يعرف بالسيق (ممر ضيق بين الصخور)، ورافقه في الموقع الدكتور سليمان فرجات، استاذ السياحة في الجامعة الاردنية. وبزيارة البتراء، الوجهة السياحية الأردنية الاكثر زيارة، اختتم اوباما جولة استغرقت اربعة ايام في الشرق الأوسط لطمأنة اسرائيل حول جديته في الدفاع عن امنها امام تهديدات ايران واحياء الامل بالسلام بين الدولة العبرية والفلسطينين. وكان الرئيس الاميركي اكد الجمعة في الاردن انه "قلق جدا" من احتمال ان تصبح سورية التي تشهد نزاعا مسلحا منذ اكثر من عامين ادى الى مقتل ما يزيد عن 70 الف شخص، ملجأ للتطرف. وقال اوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ملك الاردن، في عمان "انا قلق جدا من ان تصبح سورية ملجأ للتطرف، لان المتطرفين يستغلون الفوضى، ويزدهرون في الدول الفاشلة وبوجود فراغ في السلطة". وشكل تردد اوباما في تسليح المعارضة السورية خوفا من ان تكون او ان تتحول الى مجموعات اسلامية متطرفة مرتبطة بالقاعدة، عقبة امامه عندما حظي الصحافيون بالفرصة لسؤاله عن ذلك. ولدى سؤال صحافي اردني للرئيس الاميركي الجمعة حول عدم وجود خطة لدى الولاياتالمتحدة "القوة العظمى" لوقف القتل في سورية، دافع اوباما عن جهود بلاده الدبلوماسية لعزل سورية واشار الى مئات ملايين الدولارات من المساعدات الاميركية. واعلن انه سيطلب من الكونغرس 200 مليون دولار كمساعدة اضافية هذا العام لدعم موازنة الاردن في تقديم المساعدة للاجئين السوريين الذين يقترب عددهم في المملكة من نصف مليون شخص. وقال الرئيس الاميركي ان "هذا سيعني المزيد من المساعدات الانسانية والخدمات الاساسية، بما في ذلك تعليم الأطفال السوريين البعيدين عن بيوتهم والذين انقلبت حياتهم". وتستضيف المملكة اكثر من 460 الف لاجىء سوري، وفقا للمسؤولين، منهم ما يزيد عن 120 الفا بمخيم الزعتري (85 كلم شمال شرق عمان) قرب الحدود مع سورية، فيما يتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين لديه الى نحو 700 الف سوري مع نهاية العام بينما ما زال المدنيون يفرون من المعارك في سورية. وحذر أوباما الاربعاء في مستهل جولته في الشرق الاوسط من ان استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية سيغير اللعبة بما يفتح الباب امام تدخل دولي.