شدد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل على ضرورة استعادة مدينة الطائف لمكانتها السياحية الجميلة بالإرادة والإدارة، وبأبعادها البيئية والتراثية والثقافية كافة، مؤكداً أهمية الانتقال من زمن الدراسات الاختصاصية التي تم إنجازها خلال السنوات الماضية إلى مرحلة جديدة هي مرحلة التنفيذ. وقال أمير مكة خلال ترؤسه أمس الاجتماع الخامس لمجلس التنمية السياحية في محافظة الطائف «إن محافظة الطائف تعد مركز السياحة الأول في السعودية، وهي تجد كل الاهتمام والدعم من الحكومة للارتقاء بالجوانب السياحية في المحافظة، خدمة لأهالي المحافظة ومصطافيها وزوارها». وركز الأمير خالد الفيصل على محافظة الطائف و«بلديتها» كونهما الجهتان المسؤولتان عن برامج التنمية والتطوير داعيًا إياهما والغرف التجارية الصناعية في المنطقة ومنسوبيها من رجال الأعمال والمستثمرين إلى التعاون والتطوير وتضافر الجهود للعمل على استغلال الإمكانات السياحية والفرص الاستثمارية التي تزخر بها المحافظة. وأكد الأمير خالد الفيصل في حضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن محافظة الطائف وبالتعاون مع هيئة السياحة والآثار والجهات المعنية ماضية في تنفيذ مشروع تطوير سوق عكاظ التاريخي ومنطقتي الهدا والشفا بالطائف وتوفير كل الخدمات التي تحتاجها هذه المواقع السياحية، منوهاً بالدور الذي تميز به سوق عكاظ في إثراء الحركة الفكرية والثقافية في السعودية، تلا ذلك استعراض قدمه رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان عن البرامج والمشاريع السياحية التي ستشهدها محافظة الطائف خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن المحافظة وبتضافر الجهود ستصبح أنموذجاً للسياحة الناجحة في السعودية. وتطرق إلى أن التحول الجذري الذي ستشهده الطائف سيكون عبر ثلاثة مشاريع مهمة وهي مشروع سوق عكاظ ومشروع تطوير الهدا والشفا ومشروع تأهيل المنطقة التاريخية. وأشار إلى أن الطائف أمام تحدي تجربة «السياحة المتكاملة» المعنية بالاهتمام بالسائح من لحظة وصوله وحتى مغادرته بشكل مثالي يحقق له الراحة والاستمتاع. وكشف الأمير سلطان بن سلمان عن وجود 60 منظماً سياحياً على مستوى السعودية يعملون على تنشيط القطاع السياحي، وقال «إن المستثمرين والمطورين متحمسون لمشروع تطوير الهدا والشفا، والهيئة ترى أن البلديات تعد شريكاً رئيساً لها، وهي المخولة في إحداث نقلة تنموية في مجال الخدمات والمرافق، لافتاً إلى قرب تنفيذ مشروع كلية السياحة في الطائف والتي يضع حجر أساسها الأمير خالد الفيصل خلال الفترة المقبلة وستبدأ الدراسة فيها بعد عامين من الآن. بدوره، عرض أمين عام مجلس التنمية السياحية لمحافظة الطائف الدكتور محمد قاري السيد ماحققه المجلس خلال الفترة الماضية من إنجازات وأعمال تمثلت في تنفيذ الخطة الإستراتيجية التي رسمها أمير منطقة مكةالمكرمة بشأن تطوير موقع سوق عكاظ التاريخي والشفا والهدا وغيرها من المرافق السياحية . ولفت إلى أن وعي المجتمع المحلي في الطائف لمفهوم السياحة سهل على الجهات المعنية ورجال الأعمال والمستثمرين استغلال الفرص الاستثمارية في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن هناك مركزاً استثمارياً تم إنشاؤه أخيراً تحت مظلة المجلس لتحفيز الاستثمارات في المجال السياحي. بعد ذلك ناقش الأمير خالد الفيصل مع رجال الأعمال والمستثمرين عدداً من الأمور المتعلقة بالاستثمار السياحي والمتطلبات ذات الصلة بهذا المجال. وحضر الاجتماع الأمير سلطان بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ومحافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية للمحافظة فهد بن معمر وعدد من المسؤولين. وأكد نائب رئيس المجلس البلدي في رنية ناصر بن سعيد السبيعي أن ما عرف به أمير المنطقة من نظرة ثاقبة وإدارة وفكر وتخطيط وتميز وإبداع، مشيراً إلى أن زيارته الأولى لمحافظة رنية العام الماضي كانت زيارة استطلاع وتوجيه، أما الحالية فتأتي كمرحلة قطاف ومراقبة ومحاسبة، لاسيما وأنه وضع خطة واستراتيجية واضحة للتطوير والتنمية والعمل الإداري المتميز في المنطقة. وقال: «كنا نأمل أن تتغير بعد تلك الزيارة ولقاء أمير مكةالمكرمة الكثير من المفاهيم وتؤسس لنهضة شاملة في محافظتنا على كل المستويات، وتعالج نواحي القصور في المرافق والخدمات الحكومية الإدارية وتضع لبنات التنمية على أسس وأولويات، مع تفعيل السبات الإداري بالمحافظة إلى حراك مستديم (وفق قاعدة البقاء للأصلح) وتطعيم الإدارات الحكومية بالمؤهلين قيادة وإبداعاً، للنهوض بالعملية الإدارية والخدمات العامة لتتواكب مع الآمال والطموح، لتعويض ما فاتنا، ونرقى بالخدمات الإدارية إلى ما يتناسب مع العصر وحجم المحافظة وحاجات المجتمع، إلا أننا وللأسف لم نلحظ تغيراً يذكر في كل الخدمات وخصوصاً الماء والصحة والعمل الإداري عموماً».