وفر مهرجان «الساحل الشرقي»، المقام حالياً في الواجهة البحرية في مدينة الدمام، 800 فرصة عمل لأسر منتجة، توزعت على أجنحته التي يبلغ عددها 30 جناحاً، تنوعت بين الدكاكين والمحال، التي تعرض من خلالها سيدات تجاوزن العقد الخامس من أعمارهن، حرفاً يدوية وأكلات شعبية. وقدر القائمون على المهرجان الذي انطلق أول من أمس، عدد زائريه بنحو 40 ألف زائر وزائرة. وقال مدير المهرجان مانع المانع: «إن الأسر المنتجة أبدعت فيما قدمته من حرف يدوية وأكلات شعبية»، مضيفاً أن «إقبال الزوار على الشراء و التبضع من البائعات في سوق الحرفيات والمأكولات الشعبية، عاد عليهن بدخل جيد، ما رسم ابتسامات على محياهن، من خلال الكسب المادي وفرص العمل الشريف، التي أتاحها لهن مهرجان الساحل الشرقي، ما جعلهن يفكرن في التوسع، من خلال افتتاح فروع خارجية، وألا يقتصر عملهن في المنازل والمناسبات فقط». وذكر المانع، أن «الأسر ركزت في عرض منتجاتها المنوعة على إبراز هوية التراث الشرقي، والحرف البحرية التي يتميز بها»، لافتاً إلى «تنوع المنتجات المعروضة التي شملت الخياطة، والتطريز، وصناعة السدو، والمنتجات العطرية، والحرف والأشغال اليدوية، وصناعة السفن وصناعة «خبز التاوة»، والمأكولات الشعبية، وبيع الملابس الشعبية، وصناعة الخوص والسلال والمشروبات الدافئة، من شاي وقهوة عربية وزنجبيل ومشروب التمر الهندي»، موضحاً أن معرض الأسر المنتجة، الذي كان عبارة عن دكاكين، «استوحت أفكاره من طراز السوق الشرقاوي القديم في الحارات». بدوره، لفت منظم المهرجان الدكتور مقبل عبدالله المقبل، إلى أن هذه الأسر «أبدعت في صنع أعمال حرفية، بأيادٍ سعودية، قدمت فنون الكروشيه، وأجود أنواع البخور والإكسسوارات، في قسم التراث الشعبي الذي يعرض الإبل والمغاتير، والعرايس التمثيلية الشعبية، إلى جانب مهن من التراث البحري في منطقة الخليج العربي، مثل: صناعة سفن الزينة، والقراقير، والطواش، والحداق، والنجار، والقفاص». وأشار المقبل، إلى أن قسم الأكلات الشعبية، «خطف الأضواء، وشهد إقبال الزائرين والزائرات، للاستمتاع بالمذاق الشعبي القديم، وسط أجواء ونفحات لطيفة، واستمتع الزوار كذلك بطعم أكلات شعبية معروفة مثل: الهريس، والجريش، والمرقوق، وخبز الصاج». وامتدح الزائرون محتويات مهرجان «الساحل الشرقي». إذ أثنى خالد الدوسري، على معرض الأسر المنتجة، إذ «قدمت الدكاكين التي وفرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار للأسر المنتجة، منتجات أسهمت في نشر ثقافة التراث والأصالة»، مشيداً بفكرة المهرجان «الرائعة»، التي أضافت إلى المنطقة «طابعاً شعبياً أصيلاً». وقال الزائر يوسف المولى: «أنا سعيد لوجودي في المهرجان؛ وهذه هي زيارتي الثانية، ولم أتوقع هذا المستوى المميز للمهرجان، وهذا التنظيم الرائع». فيما أشارت الزائرة منال العنزي، إلى أن الحرف والأسر الموجودة في المهرجان تمثل «اللبنة الحقيقة لاستمرار التراث، ويجب أن ندعم هذه الفئة المنتجة التي تحيي التراث، ونقدرهم على هذا الجهد الكبير». وأوضحت الزائرة سميرة المحمد، أن النساء «أقبلن على شراء السلال والحقائب الخاصة ببرادات الشاي والقهوة، وحافظات الخبز، المصنوعة من القماش، للاستفادة منها أثناء وجودهم في المهرجان، وفي الكورنيش طوال عطلة الربيع».