كابول، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - اكد كل من فريقي المرشحين الاساسيين للانتخابات الرئاسية الافغانية، الرئيس الحالي حميد كارزاي الذي يعد الأوفر حظاً للفوز بولاية ثانية ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، أمس فوز مرشحه بالانتخابات التي اجريت اول من امس. ولم تؤكد اللجنة الانتخابية ما اعلنه كل من الفريقين، استناداً الى النتائج الجزئية. وقالت: «سننتظر تلقي اوراق النتائج، فيما نطالب فريقي المرشحين الاثنين بتوخي الحذر في ما يعلناه، والتحلي بالصبر»، مشددة على انه من «المبكر جداً» اعلان النتيجة. وقال الناطق باسمها زكريا باراكزاي ان «عملية فرز الاصوات انتهت»، مشيراً الى ان معدل المشاركة يتراوح بين 40 و50 في المئة، و «هو اختلف في الشمال والجنوب ووسط البلاد، لكن النسبة مقبولة». وصرح دين محمد مدير حملة كارزاي بأن الاخير فاز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الاولى، استناداً الى ارقام وفرها مراقبوه الميدانيون. اما سيد اكا فضيل سانشراكي، الناطق باسم حملة عبدالله فأعلن تقدم الاخير بفارق كبير، «بعدما حصل على نسبة 63 في المئة من الاصوات، في مقابل 31 في المئة لكارزاي». وكان استطلاع للرأي نشره معهد «انترناشونل ريبابليكان انستيتيوت» الاميركي قبل الانتخابات توقع تصدر كارزاي الجولة الاولى بحصوله على نسبة 44 في المئة من الاصوات، في مقابل نسبة 26 في المئة لعبدالله. وتشكل هذه الانتخابات استفتاء على كارزاي الذي يحبه معظم الافغان، لكن كثيرين يلومونه على ادارته حكومة توصف بأنها «فاسدة وغير فاعلة تعتمد بالكامل على المساعدات الاجنبية». وهو اعتمد في الحصول على اصوات على تأييد قادة ميليشيات سابقة، ما زاد انزعاج حلفائه الغربيين من ان تكاليف الفوز في الانتخابات قد يكون عودة زعماء الميليشيات الى السلطة. ودعا ادريان اداوردز، الناطق باسم بعثة الاممالمتحدة في افغانستان التي اضطلعت بدور بارز في تنظيم الانتخابات الى التحلي بالصبر، معتبراً اعلان أي نتيجة «مجرد تكهنات». وهنأ مجلس الامن الشعب الافغاني على مشاركته في الانتخابات الثانية في تاريخ البلاد بعد عام 2004، وندد بأعمال العنف والنشاطات الارهابية التي تنفذها حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة». واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قوات بلاده المنتشرة في افغانستان يجب ان تركز على انجاز مهماتها بعد الانتخابات التي وصفها بأنها «ناجحة»، على رغم محاولة «طالبان» عرقلتها. وتابع: «يجب ان نركز على انجاز المهمة في افغانستان، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت». ويرى مراقبون ان تنظيم انتخابات «هادئة نسبياً» في افغانستان اعطى دفعة مطلوبة لاستراتيجية الرئيس اوباما، لكن تضاؤل الدعم الشعبي الاميركي للحرب يحتم تحقيق الدولتين نجاحاً عسكرياً وسياسياً سريعاً. وقال ريتشارد هولبروك المبعوث الاميركي الخاص الى افغانستان وباكستان إنه «بعد فرز الأصوات أصبح الفساد اهم قضية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة». وحين تواجه الحكومة الافغانية الجديدة ضغطاً لتحسين أدائها سيضطر اوباما الى وضع نهج ذي ملامح اكثر وضوحاً للحرب، فيما سيطالب الكونغرس باعتماد معايير واضحة لقياس اذا كان نهج واشنطن ناجحاً، او اذا كانت هذه الحرب ستصبح فيتنام ثانية في عهد اوباما. وقال بروس ريدل من معهد بروكينغز للبحوث إن «الانتخابات الافغانية تشكل اختباراً لاستراتيجية اوباما التي تهدف الى حرمان «طالبان» من المكاسب التي حققتها، «علماً ان فشل المتشددين في تنفيذ هجمات ضخمة يمثل نجاحاً للنهج الجديد». br / ولا يتوقع أحد تحقيق نجاح عسكري فوري، وتحدث وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس عن إطار زمني يتراوح بين 18 و24 شهراً للحكم على الاستراتيجية الجديدة لاوباما. وغداة سقوط 9 مدنيين و14 فرداً من قوات الامن في 135 حادثاً في افغانستان خلال يوم الانتخابات، قتل متمردو «طالبان» أمس مسؤولاً انتخابياً بعدما هاجموا سيارة استقلها لنقل صناديق لبطاقات انتخابية جرى فرزها، واحرقوها في ولاية بلخ (شمال). على صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جنديين بريطانيين خلال يوم الانتخابات. واوضحت ان الانفجار استهدف دورية روتينية راجلة انضما اليها ولم ترتبط بإجراءات الأمن التي اتخذت خلال التصويت قرب سانغين بولاية هلمند (جنوب). ورفع ذلك الى 206 حصيلة الجنود البريطانيين الذين قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية في افغانستان نهاية عام 2001.