فتحت «استقالة» الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية الدكتور خالد الغنيم، أول من أمس، الباب على مصراعيه لتساؤلات كانت مكتومة عن «استقالة» ثمانية قياديين في الشركة خلال أقل من عام، وتناقل موظفو STC ومواقع التواصل الاجتماعي أمس، الكثير من الأسباب التي يعتقدون أنها أدت إلى استقالة الرئيس التنفيذي للمجموعة الدكتور خالد الغنيم. ولم يشفع سبب «الظروف الخاصة» التي حملها خطاب الاستقالة في إقناع أحد، على رغم أن البعض تحدث عن منصب آخر ينتظره، متسائلين عن موقعه، وهل سيكون أكثر إغراء من «الاتصالات السعودية» الدجاجة التي تبيض ذهباً. وعلى رغم أن أرباح مجموعة الاتصالات السعودية تراجعت العامين الأخيرين، بنسبة 18 في المئة عام 2011 مقارنة بعام 2010، بعد أن حققت أرباحاً صافية قدرها 7.7 بليون ريال في مقابل 9.4 بليون ريال، كما تراجعت بنسبة 5 في المئة في 2012 في مقابل 2011، إذ تراجعت أرباحها الصافية إلى 7.4 بليون ريال في 2012، إلا أن موظفين في الشركة يقولون إنه ليس السبب الرئيس لاستقالة الغنيم، كما أن تشديد الرقابة على الجهاز التنفيذي ليس السبب الرئيس أيضاً، وليس وجود خلاف مع مجلس الإدارة سبباً في ذلك، وأيضاً ليس العدد الكبير من كبار مسؤولي الشركة الذين «استقالوا» سبباً في ذلك، واستبعدوا أن يكون منصب آخر هو السبب، لكنهم لم ينفوها، مشيرين إلى أنها «ربما» تكون جميعها. أحد العاملين في الشركة (فضل عدم ذكر اسمه) قال: «خلال أقل من عام تغيرت الكثير من الوجوه في الشركة، خصوصاً الإدارة التنفيذية والآن لحقهم الرئيس الجديد». وأضاف: «الأسباب ربما تكون معروفة لدى الجميع، إلا أن أحداً لا يستطيع الجزم بها، لأنها في الحقيقة أكثر من سبب، ولكن أكثرها تأثيراً هو صعود المنافس وخسارتنا». وحملت الرسالة التي وجهها الغنيم، الخبير في قطاع أمن المعلومات والاتصالات، عبر البريد الإلكتروني إلى أسرة «الاتصالات»، الكثير من المعاني: «إخواني أسرة الاتصالات السعودية، حين تتجاذبنا الخيارات الصعبة، فإننا ننحاز إلى الخيار الذي نثق بأنه الصواب حتى وإن كان الخيار الذي لا نحبه». وأحد هذه المعاني أن الرئيس الجديد الذي لم يمض على تسلمه الكرسي 9 أشهر فقط يرحل وهو لا يحب الرحيل، وأن هناك أسباباً أجبرته على ذلك. وحملت الرسالة إلى الموظفين، أيضاً «يؤسفني إبلاغكم بأنني قدمتُ استقالتي من منصبي لمجلس إدارتنا الموقر، وتفضل المجلس بقبولها صباح هذا اليوم». وزاد: «لم أكن في يوم من الأيام أقرب إلى رجال الاتصالات السعودية مما أنا عليه اليوم، ولم أكن في يوم من الأيام أشد ثقة برجال الاتصالات السعودية مما أنا عليه اليوم». وهذا الوداع الرقيق يخفي أنه سيفقد المكان الذي تركه. يذكر أن الاتصالات السعودية، بعد خصخصتها قبل نحو عشر سنوات تقريباً، تعاقب على على رئاستها ثلاثة، إذ سبق الدكتور الغنيم على قيادتها المهندس خالد الملحم المدير الحالي للخطوط الجوية السعودية، وعقبه المهندس سعود الدويش، وكان الغنيم أقصرهم فترة رئاسة، إذ تولى منصبه في ال 18 من حزيران (يونيو) الماضي خلفا للدويش.