ودّع أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» عيد الأضحى أمس، بالدموع والحسرة بعدما اجتاحهم أمل بعودة أبنائهم أثناء أيام العيد، وواصلوا قطع طريق ضهر البيدر، الشريان الحيوي بين بيروت والبقاع كلياً بالخيم والسواتر الترابية حتى للحالات الإنسانية، مؤكدين تصعيد تحركاتهم في الأيام المقبلة، فيما أعادوا أمس فتح مفرق فالوغا الذي يربط الطريق الدولية بطريق ترشيش للتخفيف من معاناة المواطنين، بالتزامن مع سلسلة اجتماعات لإدراج خطوات تصعيدية على خريطة تحركاتهم. وفيما حمّل نادر بوقلفوني شقيق العسكري المخطوف ناهي بوقلفوني، «رئيس الحكومة تمام سلام مسؤولية أي شيء يمس العسكريين وأي عمل قد نلجأ إليه في تصعيدنا، وسنرى ما الذي يؤذي الحكومة وسنفعله»، حذّر والد العسكري محمد طالب من «خطوات كبيرة جداً، ويمكن أن نتنازل عن قطع طريق ضهر البيدر ولكن سنجلس في عقر دورهم (الوزراء)». وقال حسين والد العسكري محمد يوسف: «تمنينا أن يأتي أحد الوزراء ويضحك علينا بكم كلمة طيّبة». واتّصل الجندي المخطوف لدى «داعش» خالد حسن من فنيدق (عكار) بأهله مساء أول من أمس وطالبهم «بالمزيد من الخطوات التصعيدية ومواصلة قطع الطرق للضغط على الحكومة لتقديم تنازلات فعلية وإلا فحياة الجميع في خطر»، وقال: «إن كل الكلام عن مبادرات لإنقاذنا حتى الآن كلام بكلام». وحضر ملف العسكريين في السراي الكبيرة بين الرئيس سلام ووزير الصحة وائل أبو فاعور، الذي قال: «ما سمعته من سلام موقف جازم من الدولة بالاستمرار في المفاوضات بجدية حتى الوصول الى نتائج ملموسة تؤدي حكماً إلى إطلاق العسكريين»، لافتاً إلى أنه «إذا ما حصل تباطؤ أو تعثر في اليومين الماضيين، فذلك لا يلغي قرار الدولة والحكومة بالاستمرار في المسار الإيجابي في المفاوضات للوصول إلى تحريرهم، كما أخذ قراراً بذلك مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة». وأمل بأن «نرى تحركاً وإيجابيات في الأيام المقبلة، والمهم أن لا تراجع من الحكومة والدولة عن عزمها للوصول بالملف إلى خاتمته الإيجابية». وقال إن «ما أكدته لسلام باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، هو أننا كحزب و«لقاء ديموقراطي» أن هذه القضية أولوية وطنية تتقدم على ما عداها من أولويات، ونعرف مدى حرص سلام وخلية الأزمة والوزراء، وهذه القضية يجب أن تعطى كل التضحيات اللازمة، ولو وصل الأمر إلى إقرار المقايضة، وبعد ذلك يمكن الحديث في تفاصيلها». وأكد أنه «ما زلنا كحزب نعتبر أن على الدولة أن تأخذ قراراً بقبول المقايضة، لأن كل يوم نضيّعه في المفاوضات نعرّض العسكريين إلى مخاطر إضافية، ويصبح الملف ثانوياً في غمرة الأحداث الأخرى». وقال: «لسنا أهم من تركيا التي قامت بمقايضة لتحرير ديبلوماسييها، وظهر هذا الأمر أخيراً، ولسنا أقوى منها ولا أعتى منها ولا نملك أوراقاً وقدرة عسكرية وقنوات ديبلوماسية ولا تأثيراً ونفوذاً أكثر منها، وهي قبلت بالمقايضة من أجل تحرير أبناء الدولة التركية». وسئل عما إذا كان الكلام الذي نقل عن سلام من «أننا نتعاطى مع مجانين» له انعكاس على المفاوضات، فقال: «بمعزل عن تفاصيل انسحاب المفاوض القطري أو تراجعه، فكلنا نعرف أن سلام من أصحاب الدماثة في الموقف والعناية في الألفاظ»، متمنياً «ألاّ يتم استخدام هذا اللفظ الذي نقل على غير معناه، والتوصيف الذي نقل بغير حقيقته للإساءة لأي من العسكريين». جعجع: المقايضة او الاسترجاع بالقوة واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في تصريح الى «وكالة أخبار اليوم»، أن «كل ما تفعله الحكومة حتى الآن في ملف العسكريين لم ولن يؤدي إلى أي نتيجة»، وقال: «إذا كانت الحكومة جادة في استعادتهم، فهناك حلاّن: إما مقايضة العسكريين بانسحاب حزب الله من سورية، ومقايضة كهذه تُعيد العسكريين الى أهاليهم من دون أن تطاول هيبة الدولة أو تمس بسيادتها أو بقراراتها القضائية، وإما استرجاع العسكريين بالقوة، وطبعاً هذا حلٌّ صعب ودونه مخاطر على حياة العسكريين».