اعتبر وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي اللبناني (حزب الله) محمد فنيش، أن ما جرى في جرود بريتال الأحد الماضي (الاشتباكات مع مسلحي «جبهة النصرة») هو «أن المجموعات المسلّحة فقدت نقاط ارتكاز داخل المدن والقرى وباتت في العراء والجرود، خصوصاً بعد الاعتداء على عرسال وتصدّي الجيش لها، فبدأت تبحث قبل موسم الشتاء عن أمكنة دافئة أو عن ممرّ لعبور الإمدادات من أسلحة وأدوية وغذاء وغيرها كما في السابق، لكنها كانت كلّ مرة ولا تزال تصاب بخسائر جسيمة وتفشل في تحقيق غايتها». وقال فنيش ل «المركزية»: «نقوم بدورنا الدفاعي عبر التصدي لهؤلاء التكفيريين، ونعتقد أنه بعد الضربات التي وجّهت إليها (التنظيمات) لن تستطيع أن تحقق ما تريده، من نفاذ إلى قرانا وبلداتنا والاعتداء على أهلنا وتحقيق غايات إعلامية أو مكاسب استعراضية، كما لن تتمكن من النفاذ مما أصابها من طوق محكم نتيجة اعتداءاتها وتصدّي الجيش والمقاومة لها»، داعياً إلى «الخروج من دائرة الخوف والرعب التي يريد التكفيريون أن يضعونا داخلها، وإلى ألاّ نتهاون أبداً في التصدي لهذه الجماعات. وإذا كانت هناك من احتمالات أو توقعات أو ثغرات، فينبغي أن نبحث في قدرة لبنان على التصدي لهذه الجماعات، انطلاقاً من تعزيز الوحدة الداخلية وتدعيمها وتحصينها ودعم الجيش والقوى الأمنية في تأدية مهماتها، وعدم الوقوع في فخ التحريض وإشعال النزاعات التي تغذي هذه الجماعات وتفيدها». وكانت بلدة أنصار البقاعية و «حزب الله» شيعا العنصر في الحزب عمار عساف الذي قضى في اشتباكات جرود بريتال، وحمل رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك في كلمة خلال التشييع على «ردود الأفعال السياسية غير المسؤولة على مواجهة الحزب التكفيريين ضمن الأراضي اللبنانية»، وقال: «لم نسمع صوتكم ولا صوت أسيادكم عندما أطلق جيش العدو الإسرائيلي النار على الجيش اللبناني، وكذلك عندما خطف عدداً من أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي، لم نسمعكم تتحدثون أو تستنكرون، بل استمررتم في نهجكم التحريضي». وأضاف: «كفاكم تحريضاً ضد حزب الله، فلولا الحزب لكان تنظيم داعش في بيروت وفي كل لبنان، وأول من يتضرر أنتم»، مؤكداً «أننا مستمرون على نهجنا ومقاومتنا مهما كانت الأثمان». وحمل النعش على أكف رفاقه، وجاب موكب الجنازة شوارع البلدة يتقدمه نواب في كتلة «الوفاء للمقاومة» وفاعليات. وفي السياق، اعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان»، أن «نشر قوات دولية خاصة على كل الحدود اللبنانية ليس نظرية أو أمراً مستبعداً مع تطورات الأوضاع، لاسيما أن ليس لدينا إمكانات لنشر الجيش على كامل الحدود اللبنانية». وكان حرب التقى السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل، وقال إن البحث تركز على «عرض الوسائل التي يمكن أن تؤمن الحد المطلوب من الحماية للبنان في مواجهة ما يتعرض له من أحداث أمنية وعسكرية والنتائج المترتبة على استمرار فراغ موقع رئاسة الجمهورية وانعكاس ذلك على الدولة ومؤسساتها الدستورية كافة، وأن السبيل الوحيد لتحصين لبنان في مواجهتها هو في وحدة اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن لكي يصار إلى تشكيل سلطة حكومية جديدة قادرة على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية لبنان».