قرأ الشاعر أدونيس شعره على جمهوره في الولاياتالمتحدة الأميركية. جاء ذلك خلال أمسية شعرية نظمت أخيراً ضمن جدول الملتقى السنوي لاتحاد الكتّاب وبرامج الكتابة الذي أُقيم في بوسطن في الفترة من السادس إلى التاسع من مارس 2013م، وتميز بتكريم اثنين من حائزي نوبل، وهما الشاعران الكاريبي ديريك والكوت والإيرلندي شيموس هيني. خلال الأمسية ألقى أدونيس مجموعة من قصائده بالعربية، كما ألقى الشاعر والمترجم الأميركي من أصول ليبية خالد مطاوع ترجمات تلك القصائد إلى الإنكليزية. وقام خالد مطاوع بترجمة شعر أدونيس في كتاب تولت جامعة ييل الأميركية طباعته عام 2010م، ونال على إثره عدداً من الجوائز. ووقع الاثنان الكتاب بانتهاء الأمسية. تلا الأمسية نقاش أثير حول شعر أدونيس ومراحل ترجمة الكتاب. لكن نصيباً كبيراً من النقاش أثاره تساؤل الجمهور حول الربيع العربي الذي أجاب عنه أدونيس واصفاً إياه أنه «نوع من الانفجار لحال قديمة موجودة منذ زمن بعيد، وقف خلفها المجتمع الدولي وأميركا تحديداً». أدونيس توجه بحديثه إلى من سماهم «الأصدقاء»، ناصحاً إياهم بأن يجعلوا مسافة بينهم وبين الإعلام، حتى يتمكنوا من فهم ما يحدث في الشرق الأوسط بوضوح، محذراً من الوقوع في خطأ التوحيد بين النظام الحاكم والشعب، وما يسعى الإعلام إلى تحقيقه في وقت لا يمكن أن يُنظر بحسب تعبيره إلى النظام والشعب على أنهما شيء واحد. وأضاف أنه لفهم ما يجري من أحداث يجب النظر إلى ما تقوم به الشعوب، لا ما تقوم به الأنظمة الحاكمة أو الإعلام الذي دائماً ما يتسم بالكذب. وأردف مشيراً إلى التناقض الكبير الذي يصف علاقة الغرب بالتطرف، إذ إن «الفرد يتساءل: لماذا يقوم الغرب بمحاربة المتطرفين الإسلاميين في بلاد كثيرة مثل باكستان وأفغانستان ومالي، بينما يقوم في الوقت ذاته بمساعدتهم في سورية؟» أيضاً وصف أدونيس الحال التي يمرّ بها العالم العربي بأنها معقدة، وأن المفترض من كل الثورات أن تنقل حال الشعوب من وضع سيئ إلى وضع أحسن، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. كما أشار إلى أن أُسّ المشكلة في العالم العربي أنه لا يمكن القيام بثورة الدين بحال من الأحوال. وفي النقاش الذي دار حول مجايليه من الأدباء العرب وتأثره بهم أو تأثيره فيهم، أبان أدونيس أن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش كان في سنّ ابنته نينار، وأنهما كصديقين كانا يلتقيان كثيراً في بيروت، ويقيمان حفلات أعياد الميلاد لكل من ابنته ودرويش في اليوم نفسه. لكنهما كشاعرين كانا «مثل نجمين، كلّ يدور في فلكه، لا يجمع بينهما سوى الضوء الذي يعكسانه». وفي رد على سؤال أحد الحضور عن السبب الذي لم يجعل صديقه الأديب زكريا تامر يترجم إلى الإنكليزية، رمى أدونيس باللوم على عاتق الغرب الذي لم يسعَ إلى ترجمة تامر، واكتفى بسماع أنه من أعلام القصة القصيرة العربية المعاصرة.