دفع رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال عن نفسه تهمة وصف العاطلين من العمل في الجنوب ب «الشرذمة» وقال إنه «مرتاح» لاعتصام الشباب في مدينة ورقلة (ألف كلم جنوب العاصمة) طالما «كانت التظاهرة سلمية ونادت بوحدة البلاد»، فيما استعملت الشرطة في قسنطينة (450 كلم شرق العاصمة) القنابل المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين كانوا يطالبون بتطبيق حكم الإعدام ضد متهمين بقتل طفلين في المدينة. وأعلن سلال «ارتياحه» لسير اعتصام العاطلين من العمل في ورقلة الذين «طالبوا بحقهم في العمل بطريقة سلمية ومن دون اللجوء إلى العنف». ونفى في نهاية زيارته مساء أول من أمس إلى بشار في الجنوب الغربي الجزائري أن يكون وصف شباب الجنوب ب «الشرذمة»، قائلاً: «أنا سعيد لطريقة اعتصام الشباب في ورقلة لأن من المشروع المطالبة بالحق في العمل. ومن حق هؤلاء الشباب المطالبة بالعمل». وأشاد خصوصاً بالطريقة التي اختارها المحتجون للتعبير عن مطالبهم، باعتبارها «طريقة بعيدة من كل أشكال العنف». وأشار إلى أن «هؤلاء المحتجين دعوا إلى وحدة البلاد وإلى إرساء السلم والاستقرار في المجتمع الجزائري. ولم يدعوا إلى العنف». وخاطب الجزائريين قائلاً: «ثقوا دوماً في أن بلدكم يثق في شعبه وشبابه، وآن الأوان ليتصالح الجزائريون في ما بينهم». وبدأت في الانتشار تكهنات بقرب رحيل سلال من على رأس الحكومة رغم أن تولى المهمة الخريف الماضي فقط خلفاً لأحمد أويحيى. ورغم وصفه بأنه «رجل الحوار»، إلا أن سلال بدأ يواجه متاعب المطالب الشعبية. وأعلن فريق يتحدث باسم العاطلين من العمل في الجنوب تنظيم مسيرة ثانية في الأغواط، بينما يستعد ممثلون عن فئة «المقاومين»، وهم فصيل شعبي استعانت به الحكومة في محاربة جماعات العنف المسلح في منتصف التسعينات، للخروج في مسيرات في ال26 من الشهر الجاري في الولايات كافة. وعاد سلال أمام هذه الجبهات ليؤكد أمس في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية أن الحكومة «تستمع إلى الجميع من دون إقصاء، وأؤكد دائماً لزملائي أعضاء الحكومة أهمية السعي إلى الالتقاء بهم (المنتخبين والجمعيات) والتحادث معهم خلال تنقلاتهم عبر التراب الوطني، وهي القاعدة التي التزم بها أنا أيضاً. كما أن من الأهمية الاطلاع على واقع الميدان. ويمثل المنتخبون والجمعيات، خصوصاً تلك التي تؤطر الشباب، أحسن طرف لبلوغ ذلك... لدي تقدير خاص للمواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق». وفي سياق متصل، خرجت المسيرات التي شهدتها مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري عن سياقها أثناء مرور عدد من المتظاهرين أمام مبنى القضاء وشروعهم في رشقه بالحجارة. وأفاد شهود بأن الشرطة استعملت القنابل المسيلة للدموع في تفريق المتظاهرين الذين أعلنوا مسيرتهم تضامناً مع أسرتي طفلين قُتلا الثلثاء الماضي في مدينة علي منجلي بعد خطفهما. وخرج الآلاف إلى وسط المدينة بينهم العديد من تلاميذ المدارس مطالبين بتطبيق حكم الإعدام ضد المشتبه في قتلهم الطفلين. وأغلقت أبواب المؤسسات التربوية في المدينة والمتاجر وتفرقت التجمعات الشعبية في أحياء متفرقة قرب دار الثقافة وساحة «أول نوفمبر» حيث ظل شبان يتوافدون من مختلف أحياء المدينة كما كان بعضهم يحمل صور الصغيرين المغدورين.