أعلنت المملكة العربية السعودية أمس إيقاف التنقل بالبطاقة الشخصية بين السعودية والإمارات، بموجب المادة الرابعة من البيان المشترك الصادر عن وزارتي الداخلية في البلدين. وأوضح المدير العام للجوازات السعودية اللواء سالم بن محمد البليهد، أن المملكة أوقفت العمل بآلية تنفيذ التنقل بالبطاقة الشخصية (الهوية الوطنية) بين السعودية والإمارات العربية المتحدة وذلك بموجب المادة الرابعة من البيان المشترك الصادر عن وزارتي الداخلية في البلدين بتاريخ 14-4- 1428ه، المتعلق بآلية تنفيذ التنقل ببطاقة الهوية الوطنية لمواطني البلدين عبر المنافذ الرسمية للبلدين الشقيقين، والذي أعطى الحق لأي من البلدين في إنهاء العمل بهذه الآلية بإشعار الطرف الآخر، ويسري الانتهاء بعد انقضاء 90 يوماً من تاريخ الإشعار. وأشار اللواء البليهد إلى أن السبب في اتخاذ هذا الإجراء يعود إلى أن الخريطة التي تظهر على بطاقة الهوية الوطنية لمواطني الإمارات لا تتفق مع اتفاق تعيين الحدود بين المملكة والإمارات المبرم بتاريخ 3-8-1394ه، (21-8 -1974). وقال المدير العام للجوازات ل«وكالة الأنباء السعودية»، إن المملكة قامت باتخاذ عدد من الإجراءات لاحتواء الموضوع، من خلال تقديم مذكرة رسمية عبر القنوات الديبلوماسية بتاريخ 11- 6-1429ه، دعت فيها الأشقاء في الإمارات إلى تصحيح الخريطة بما يتفق مع الواقع الحالي للحدود المشتركة بين البلدين. كما تم إشعار حكومة الإمارات بموجب خطاب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، بتاريخ 1-3-1430ه الموجّه إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الإمارات الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان، أكد فيه على ما جاء في المذكرة، وأنه في حال عدم التجاوب مع طلب المملكة المستند إلى اتفاق الحدود بين البلدين الشقيقين، فإن حكومة المملكة وفقاً للمادة الرابعة من البيان المشترك، ستكون مضطرة لإيقاف السماح لمواطني الإمارات العربية المتحدة بالتنقل عبر المنافذ الرسمية للمملكة مستخدمين بطاقات هويتهم الوطنية الحالية، وذلك بعد انقضاء 90 يوماً من تاريخ تسلّم الإمارات العربية المتحدة لهذا الخطاب في 10-3-1430ه، وعدم تلقي المملكة ما يفيد بإجراء التصحيح اللازم. وأضاف: «وهو أيضاً ما أكده الأمير نايف، للشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان في لقائهما على هامش اللقاء التشاوري العاشر لوزراء الداخلية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 18 - 5 -1430ه». وتابع: «وحيث لم يتجاوب الجانب الإماراتي مع ما بذل من مساعٍ في هذا الاتجاه، فقد تقرر إيقاف دخول مواطني الإمارات العربية المتحدة عبر المنافذ الرسمية للمملكة ببطاقة الهوية الرسمية تماشياً وأحكام المادة الرابعة من البيان المشترك». وأشار اللواء البليهد إلى أنه وفي ضوء ذلك فإنه يتوجب على مواطني البلدين الشقيقين الراغبين في التنقل عبر المنافذ الرسمية بين البلدين استخدام جواز السفر بدلاً من بطاقة الهوية الوطنية. يذكر أن السعودية والإمارات وقعتا في الرياض أول أيار (مايو) 2007، بياناً ثنائياً مشتركاً، إيذاناً ببدء تفعيل قرار تنقل مواطني البلدين بينهما بواسطة «الهوية الوطنية»، من دون الحاجة لحمل جواز السفر. وتم توقيع البيان الثنائي المشترك بين السعودية والإمارات، برعاية من مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف. وتم وفقاً للبيان الموقّع بين الجانبين في حينها، طبقاً لتصريحات المدير العام للجوازات السعودية اللواء سالم البليهد وممثلها في الاتفاق، «السماح للمواطنين السعوديين والإماراتيين بالتنقل عبر المنافذ الرسمية للبلدين ببطاقاتهم الشخصية (الهوية الوطنية)».