تساءل نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر عن الإشادة المحلية لمعرض الكتاب، وأنها دائماً ما تأتي ضعيفة، على العكس من الخارج الذي يشيد بالمعرض. وقال: «هل الهدف من ذلك هو أنه كلما كثر النقد للوزارة تشد حيلها أكثر؟ نحن نحاول العمل من دون الانتقادات والنظرة السوداوية، وصدقوني أننا نعمل بكل جهد وبكل الإمكانات المتاحة من أجل خدمة المثقف والناشر السعودي». وأشار نائب وزير الثقافة والإعلام إلى أنه يهم الوزارة الانتقاد قبل الإشادة، مشيراً إلى أن من يعمل في هذا المعرض سعوديون 100 في المئة «وليس هناك عنصر غير سعودي يعمل في هذا المعرض، الذي يكلف سنوياً 22 مليون ريال، ونحرص على الاستفادة من هذا المبلغ في فعاليات ثقافية جيدة، ولدينا أكثر من 3000 شخص يعملون على مدار العام، ولدينا توجه لتكوين إدارة متخصصة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، بدلاً من أن تكون كل الأعباء على وكالة وزارة الشؤون الثقافية، لأنهم أيضاً لديهم أعباء على مدار العام وفعاليات متعددة». وحول البرنامج الثقافي للمعرض، أوضح الجاسر خلال لقائه مع المثقفين في المقهى الثقافي مساء الأربعاء الماضي: «منذ أعوام عدة وأنا أصرّ على أن الحضور ضعيف ويجب تنشيطه، والبرنامج الثقافي ليس عمل شخص واحد في الوزارة، بل من يعمل البرنامج الثقافي لدينا هم المثقفون، وليسوا موظفين في الوزارة، فنحن نختار لجنة من عشرة أشخاص وهم المثقفون أنفسهم». وقال الجاسر: «من ضمن الأشياء التي تطرقنا لها هذا العام أن نرفع أسعار المتر في المساحات، ودرسنا المعارض الأخرى ووجدنا أن معرض الرياض الدولي للكتاب هو الأقل، وقيل في الصحافة إنه ليس الأقل، وعندما رفعنا الأسعار بنسبة بسيطة قامت الدنيا ولم تقعد، ما جعلنا نبقي الأسعار كما هي، والأسعار تعتبر زهيدة». وأضاف أن الهدف الأول هو خدمة الناشر السعودي «وليس هدفنا رفع الأسعار أو صبغها بصبغة تجارية، ولا يمكن للمملكة أن تصبغ أية فعالية لديها بصبغة تجارية، كما أن الممر الذي توجد فيه الجمعيات الخيرية يوزع مجاناً والوزارة تدفع إيجاره، فكل شبر مستأجر ولا يوجد شيء معطى لنا مجاناً. وأشار إلى أنه تقدمت للوزارة عشرات الشركات ومنها غرفة التجارة، وسيقدمون لنا مبالغ مالية من أجل الاستثمار فيه ورفضنا وسنرفض، من أجل شيء واحد هو أن معرض الرياض الدولي للكتاب تقيمه الدولة ويرعاه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده من أجل خدمة المثقف والناشر السعودي، ولا نريد أن نصبغه بأية صبغة تجارية، ولا نرغب أن يكون في معرض الرياض الدولي للكتاب أي إعلان تجاري مهما كان إلا الإعلانات الخيرية، كمكافحة السرطان أو التدخين وغيرهما». وقال إن الأجهزة الحكومية يجب أن تخرج من الصالة الرئيسة الكبيرة لإتاحتها لدور النشر، «وأنا لست وزيراً للثقافة والإعلام ولكني نائب الوزير، وأتعهد بأن وزارة الثقافة والإعلام ستكون أول وزارة تخرج من هذه الصالة وتذهب إلى مكان ثانٍ، وأنا متأكد لو قلصت مساحات الأجهزة الحكومية أو نقلت إلى مكان ثانٍ سيتاح مكان أكبر لدور النشر». يذكر أن الخميس، الذي يعد اليوم قبل الختامي، شهد ازدحاماً كثيفاً من مختلف الفئات العمرية، ونفد فيه عدد كبير من الكتب. وحقق المعرض حتى يوم (الأربعاء) الماضي، مبيعات بلغت 45 مليوناً و108 آلاف ريال.