لم يكن يعلم الشاب أحمد فقيه أنه سيصبح من أشهر هواة تربية الثعابين في مدينة جدة، بعد أن قادته المغامرة وحب الغرابة في رحلة العلم لنيل درجة «البكالوريوس» في ماليزيا قبل 48 شهراً، إلى شراء ثعبان «الأصلة» البالغ من العمر ستة أشهر بسعر رخيص ذلك الحين، ليعود به إلى السعودية بعد أن قطع دراسته، وينال شهادة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز . ورغم انشغال أحمد بدراسة اللغة الإنكليزية في ماليزيا، إلا أنه اكتشف اهتمامه الكبير بتربية الثعابين، إذ كانت تجلب له مزيداً من الأنس لعدم استطاعته التواصل مع مجتمع يتحدث اللغة الإنكليزية، وملاذاً لتفريغ هموم الغربة والحنين إلى الوطن. ويروي أحمد قصة اهتمامه بتربية الثعابين ل «الحياة» والتي تنتشر في دولة ماليزيا بكثرة وذات سعر رخيص، وعمل على معرفة كيفية تربيتها والاهتمام بها خلال فترة إقامته، وحين رغب في قطع دراسته والعودة إلى السعودية صعب عليه ترك ثعابينه، وعمل على اصطحاب ثعبان «صغير» من نوع الأصلة ب «طريقة خاصة» ليتمم ممارسة هوايته في السعودية. واستفاد أحمد إلى حد كبير من «جلود الثعابين»، كونه يعمل على وضعها في «ديكور» منزله، لتضفي مزيداً من الجمال والروعة على الأثاث، موضحاً أنه يضع لثعبانه جملة من الأخشاب والأحجار ليستطيع الثعبان من خلالها تغيير جلده. وقال إن أوقات تغيير الثعبان لجلده يعتمد على عمره، فكلما كان كبيراً في العمر استغرق وقتاً أكبر لتغيير جلده، وعلى العكس من ذلك في حين كون عمره صغيراً فإنه يحتاج إلى فترات قصيرة. وأضاف: «امتثلت أسرتي مقولة (وللناس في ما يعشقون مذاهب)، إذ إنهم لم يجدوا خياراً في محاولة إقناعي بترك هذه الهواية وعدم ممارستها، إذ أرى أن هوايتي تحمل نوعاً من الغرابة، وفيها اختلاف عن تربية الحيوانات الأخرى». وأشار أحمد إلى نوع الثعبان الذي يمتلكه وهو ما يسمى ب «الأصلة» فهو أحد الأنواع غير السامة، ويعتمد على قتل الفريسة عبر الالتفاف عليها وعصرها حتى الموت. وينتظر أحمد ثعبانه الصغير حتى يكبر ليبيعه إلى أحد رجال الأعمال بمبلغ لا يقل عن 25 ألف ريال بحسب تقديره، مبيناً أن بعض رجال الأعمال يعمدون إلى شراء الثعابين لسلخ جلدها والاستفادة منها عبر وضعها في المنزل أو في مكاتبهم الخاصة.