شهدت محافظة حفر الباطن، مساء أول من أمس، مهرجاناً تكريمياً، تقديراً لموقف عنبر الرويشد، الذي عفا عن قاتل ابنه لوجه الله، نظمته قبيلة حرب، التي ينتمي إليها القاتل، برعاية وكيل المحافظة مسلط الزغيبي، وفي حضور أعيان حفر الباطن من القبائل كافة. وأشاد الحضور بالقرار الذي اتخذه الرويشد، حين «قدم أورع أوجه التسامح» في تعامله مع قاتل ابنه أثناء مشاجرة طلابية، وقعت في اختبارات نهاية العام الدراسي الماضي، داعين الله «أن يغفر لولده، وأن يدخله الجنة». وقال صاحب فكرة التكريم عضو المجلس المحلي لمحافظة حفر الباطن الشيخ عبد الرزاق المنور: «فور إبلاغنا بتنازل عنبر الرويشد، عن قاتل ابنه، أردنا أن نبادل الطيب بالطيب، مع أن ما عمله لا يساويه عمل، ولا يجاريه طيب، وتم عقد اجتماع، شارك فيه بعض أفراد القبيلة، وتم تشكيل لجنة إعلامية ومالية، إذ شارك أفراد القبيلة في جمع مبلغ يربو على مليون ريال، وتم شراء فيلا جديدة للرويشد، مع تأثيثها بمبلغ 635 ألف ريال، وإهداء زوجته مبلغ 50 ألف ريال. كما قام الشيخ محمد الفرم، بإهدائه سيارة حديثة»، مشيراً إلى أن هذه «هدية متواضعة، لرد جزء بسيط من المعروف الذي وضعه في أعناق قبيلة حرب». وأشاد المنور بالتعاون «الكبير» الذي أبداه أفراد قبيلة حرب، مع اللجان و«الدعم السخي» من أعيان القبيلة. كما ثمن موقف أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، ونائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، ووكيل محافظة حفر الباطن مسلط عبد العزيز الزغيبي، منذ اليوم الأول لتنازل والد القتيل، والذين أشادوا بموقفه «النبيل» وشدوا على يديه. بدوره، قال خالد المنور: «إن عائلة الرويشد ضربت أروع الأمثلة في التسامح والصفح»، داعياً المولى عز وجل «أن يجزيهم الأجر الكبير، ويرحم ولدهم، ويسكنه فسيح جناته». وسلم وكيل محافظة حفر الباطن في ختام الحفلة، الشيك، ومفتاح المنزل إلى والد القتيل عنبر الرويشد، فيما قدم له الشيخ ماجد بن ذعار، درعاً تذكارية.