استبقت الرياح القوية عشرات المتطوعين للبحث عن مواطن، فقد أثره منذ 4 أيام، وكان يفترض أن تنطلق عصر اليوم حملة للبحث عنه، إلا أن الرياح التي شهدتها المنطقة الشرقية اليوم، تكفلت بالمهمة، إذ أزاحت الرمال التي كانت تغطي جثته، فعثر عليه رجال الأمن داخل مزرعته، التي كانت المكان الأخير الذي شوهد فيه قبل اختفاء أثره. وغادر زكي العاشور، منزله صباح يوم السبت الماضي، وانقطع الاتصال به، وفي ظل المخاوف من أن يكون تعرض إلى مكروه، قرر متطوعون من مدينة صفوى (مسقط رأسه)، إطلاق حملة بحث عنه، كان مقرراً البدء فيها عصر اليوم من أمام مزرعته التي تقع في أطراف بلدة أم الساهك المجاورة. ويكون التجمع في الثالثة والنصف عصراً، إلا أن حملة البحث توقفت بعد العثور على جثة المفقود مدفونة في مزرعته، وهو مكبل اليدين والقدمين. وكشفت عن موقع دفن القتيل العاشور، وهو متقاعد من شركة «أرامكو السعودية»، سرعة الرياح، التي تسببت أيضاً في انبعاث رائحة الجثة، فيما كانت فرق الدفاع المدني، والبحث الجنائي موجودة في الموقع منذ تلقيها بلاغاً عن تغيب العاشور، وباشرت عمليات البحث اليومي في المزرعة ومحيطها، لأنها المكان الأخير الذي قصده، إضافة إلى البحث المستمر في النطاق ذاته من ذوي المفقود. بدوره، أوضح المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، في تصريح إلى «الحياة»، أنه «ورد بلاغ إلى مركز شرطة صفوى (محافظة القطيف) عن تغيب مواطن في العقد الخامس من العمر، بعد خروجه إلى مزرعته في بلدة أم الساهك، صباح يوم السبت الماضي. وباشر المختصون في مركز الشرطة، الإجراءات اللازمة حيال البلاغ. وتواصلت الجهود الأمنية في الأيام الماضية، بمشاركة فرق خاصة من الدفاع المدني، وذوي المتغيب، للبحث عنه، ومسح المزرعة، والمواقع المحيطة بها». وأضاف الرقيطي، أنه «تم العصور على المتغيب عند الثالثة والنصف من عصر اليوم، والكشف عن جثته مدفونة في مكان منزو، في المزرعة، مكبلة اليدين والأرجل»، لافتاً إلى أنه تم «التعامل مع الجثة والموقع من المختصين في الشرطة. ونقل الجثمان إلى المستشفى، لاستكمال الفحوص من الطبيب الشرعي. فيما يواصل قسما التحقيق والتحريات والبحث الجنائي، تحقيقات وتحريات موسعة في القضية، للكشف عن ملابساتها». وتعيد حادثة زكي العاشور إلى صفوى ذكرى فقدان الطفل مصطفى، الذي فقد بالقرب من شاطئ المدينة منذ 6 أعوام. وكان عمره حينها 14 عاماً. ولم تسفر الجهود في العثور عليه حياً أو ميتاً. ورصدت أسرته مبلغاً مالياً لمن يعثر عليه. فيما عثر العام الماضي على بقايا عظام، أثارت الشكوك في أنها عظام الطفل، لأنها وجدت في المنطقة التي فقد فيها، إلا أنه تكشف لاحقاً أن العظام «حيوانية»، وما زالت أسرة مصطفى متمسكة بأمل العثور عليه.