ذكرت منظمة خيرية بريطانية أن الأطفال السوريين أكبر ضحايا الصراع في بلدهم، مشيرة إلى أن مليوني طفل كانوا ضحايا أبرياء للنزاع الدامي الذي تقول الأممالمتحدة إنه أودى بحياة سبعين ألف شخص على الأقل حتى الآن. وذكرت منظمة «أنقذوا الأطفال» (سايف ذي تشيلدرن) البريطانية في تقرير بمناسبة مرور سنتين على اندلاع النزاع في سورية أمس، أن الأطفال السوريين يواجهون سوء التغذية والأمراض والزواج المبكر للفتيات والصدمات النفسية الحادة والسجن والاغتصاب، كما أن طرفي النزاع يجندان أكثر فأكثر فتياناً للقتال وحتى لاستخدامهم دروعاً بشرية. وقالت المنظمة في تقريرها إن هؤلاء الأطفال يكافحون للعثور على طعام ومعرضون لخطر الإصابة بنقص التغذية وبأمراض، مشيرة إلى أن كثيرين منهم غير قادرين على الذهاب الى المدرسة. وتابعت أن «الاغتصاب يجري استخدامه بشكل متعمد لعقاب الناس»، وزادت أن فتيات صغيرات لا يتعدى عمرهن 14 عاماً يجبرن على الزواج، في محاولة لحمايتهن من خطر العنف الجنسي، مشيرة إلى أن الاغتصاب يستخدم كوسيلة لعقاب الناس، و «في معظم الصراعات، يكون اكثر من 50 بالمئة من حالات الاغتصاب بحق الأطفال». ولفتت إلى أن «الأطفال يتعرضون للأذى المباشر بتجنيدهم في المجموعات أو القوات المسلحة». وتابعت: «هناك ميل متزايد للمجموعات المسلحة من طرفي النزاع إلى تجنيد أطفال تحت سن الثامنة عشرة من حمالين وحرس ومخبرين ومقاتلين». وأشارت المنظمة البريطانية إلى أن «الكثير من الأطفال وعائلاتهم يرون في ذلك مصدراً للاعتزاز، لكن بعض الاطفال يتم تجنيدهم قسراً في النشاطات العسكرية، وفي بعض الأحيان يُستخدم اطفال لا يتجاوزون الثامنة من العمر دروعاً بشرية». وأكد التقرير الذي يحمل عنوان «أطفال تحت النار» أن واحداً من كل ثلاثة أطفال تعرض للضرب او الركل او اطلاق النار. ويواجه آلاف الاطفال في سورية سوء التغذية، بينما هُجِّرت ملايين منهم ليعيشوا في حدائق وحظائر، وأحياناً في مغاور. وقالت رئيسة المنظمة كارولين مايلز: «بالنسبة لملايين الأطفال السوريين، براءة الطفولة حل محلها الواقع القاسي الذي يتمثل بالسعي إلى البقاء في هذه الحرب». وأضافت: «كثيرون يعيشون الآن في الخلاء ويكافحون ليجدوا الغذاء من دون أن يتمتعوا بحق العلاج الطبي اذا مرضوا أو تأذوا». وتابعت: «بما أن المجتمع انهار، حل الجوع والتشرد والرعب في أسوأ الاحوال محل المدرسة بالنسبة لبعض هؤلاء الاطفال. لا يمكننا ان نسمح باستمرار هذا الوضع بلا مراقبة، إذ إن حياة كثيرين من الأطفال على المحك». وصرّح جوستن فورسيث، المدير التنفيذي للمنظمة أثناء زيارة إلى لبنان، حيث فر 340 ألف سوري: «النساء والأطفال هم الضحية الأكبر في هذه الحرب». وفر ملايين السوريين من منازلهم الى أماكن أكثر أماناً داخل البلاد أو إلى دول مجاورة. وتقول المنظمة إن 80 ألف شخص يعيشون في مخازن للحبوب ومرابض للسيارات وكهوف، وإن الأطفال يعانون للعثور على ما يكفيهم من الطعام. وقال فورسيث إنه التقى فتى ابلغه انه كان في زنزانة في السجن مع 150 شخصاً بينهم 50 طفلاً. وأضاف: «كان يؤخذ الى خارج الزنزانة كل يوم ويوضع في عجلة عملاقة ويحرق بالسجائر. كان عمره 15 عاماً». ودعت المنظمة كل أطراف النزاع إلى السماح بالوصول إلى مناطق الحكومات، كما دعت الحكومات الى تقديم 1.5 بليون دولار لصندوق العمل الإنساني في سورية.