حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما، من «عدم قدرة الولاياتالمتحدة على تغطية عجز الموازنة في العقد المقبل»، لأنّ المشروع الذي قدمه الجمهوريون «سيؤدي إلى اقتطاعات كبيرة» في البرامج الاجتماعية التي يعتمد عليها عدد كبير من السكان. وعلى رغم إرادة أوباما في استمالة أعضاء الكونغرس ومن ضمنهم خصومه من الحزب الجمهوري، دعا إلى «مقاربة تعيد الاستقرار المالي، وتحافظ في الوقت ذاته على نظام الرعاية الصحية للمواطنين الأكثر فقراً والمسنين، وتحمي الطبقة الوسطى». واعتبر أوباما أن المشروع الذي كشف عنه عضو الكونغرس الجمهوري بول راين، لإعادة الاستقرار إلى الموازنة في السنوات العشر المقبلة «صارم جداً». وأوضح أن «ما يقترحه لتحقيق ذلك، يعني وضع سقف للضمان الصحي للمسنين وإجراء اقتطاعات كبيرة في برامج للتغطية الصحية للأشد فقراً». لذا «سيكون علينا في هذه الحال فرض ضرائب على أسر الطبقة الوسطى اكبر كثيراً من الآن، وإلا لن نتمكن من خفض المعدلات في الشكل الذي يقترحه». وقال في حديث إلى شبكة «إيه بي سي»: «هدفي ليس السعي إلى موازنة متوازنة بأي ثمن، بل إلى توسيع الاقتصاد وإعادة الناس إلى العمل»، مؤكداً أن «تنفيذ ذلك سيزيد عائدات الدولة الفيديرالية». وكان أوباما زار الكابيتول، حيث تناول الغداء مع أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ. لكن يجب عليه عقد لقاءات في اليومين المقبلين مع جمهوريين من المجلسين، ومع أعضاء من الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب. وبذل جهود جديدة في الأيام الأخيرة بلقائه مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتناول العشاء. ورحّب زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في لقاء صحافي، ب «مبادرة الرئيس». وغادر أوباما الكابيتول من دون الإدلاء بتصريح، لكن كبير الأعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ كارل ليفن، أوضح للصحافيين، أن الرئيس «تحدث كثيراً عن مسائل الموازنة». وأشار إلى أن أوباما «يرى ضرورة معالجة هذه المشاكل معاً، والقبول بتسويات، ولم يلاحظ الرئيس عدداً كبيراً منها حتى الآن لكن سيواصل المحاولة». وأكد راين، أن مشروعه «سيخفف من العبء الثقيل» للدين، الذي يهدد مستقبل الولاياتالمتحدة من خلال تقليص العجز بقيمة 4600 بليون دولار. ولا يتضمن مشروعه أي عائدات من الضرائب، بينما ينص على اقتطاعات كبيرة في النفقات وتغييرات كبيرة في برامج اجتماعية، مثل الضمان الصحي للمسنين والأكثر فقراً، في محاولة لسد العجز في الموازنة خلال عشر سنين.