ابلغ الوفد المصري عدداً من قادة المنظمات الفلسطينية في دمشق ان القرار النهائي في شأن موعد الجلسة المقبلة للحوار الفلسطيني سيحدد يوم غد، وان مسؤولين في قيادة حركة «فتح» لمّحوا الى احتمال ان يكون الهدف الوحيد من الحوار الاعداد للانتخابات المقبلة، في حين اعتبر قادة الفصائل ان الدعوة الى عقد المجلس الوطني الفلسطيني «قطع للطريق» امام نجاح الحوار، وتمسكوا بأن يكون الموعد المقبل ل «توقيع الاتفاق رزمة كاملة» تشمل ملفات اصلاح اجهزة الامن والانتخابات واحياء منظمة التحرير. وكان الوفد المصري برئاسة اللواء محمد ابراهيم، مساعد مدير المخابرات المصرية، التقى مسؤولين في ستة فصائل فلسطينية بينها قيادة «حماس» برئاسة خالد مشعل، و «الجهاد الاسلامي» بزعامة رمضان عبد الله شلح، والامين العام ل «الجبهة الديموقراطية» نايف حواتمة، وذلك بعدما التقوا قيادة «فتح» والرئيس محمود عباس في رام الله. ومن المقرر ان تعقد جلسة اخرى بين الوفد المصري و «حماس» اليوم. وأوضحت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان الوفد المصري ابلغ محاوريه ان موعد انعقاد الحوار في 25 الجاري «لا يزال قائماً» على رغم ان «فتح» طلبت تأجيله، غير ان القرار النهائي سيبلغ الى الفصائل «خطياً» غداً، مشيرين الى ان لقاءاتهم «فرداً فرداً» مع اعضاء اللجنة المركزية ل «فتح» تضمنت سماعهم ان «الاعضاء الجدد مع الحوار والمصالحة»، وانه «يجب عدم تحميلهم مسؤولية الجلسات السابقة». كما تناول لقاء الوفد المصري مع قادة المنظمات الدعوة الى عقد المجلس الوطني على اساس ان ذلك «استحقاق قانوني لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة بعد غياب ثلث اعضاء اللجنة برحيل سمير غوشة، بحيث يكون هدف المجلس موضوع واحد هو انتخاب لجنة تنفيذية جديدة». وأوضحت المصادر ان قادة الفصائل ابلغوا الجانب المصري بالنقاط الآتية: «اولاً، هذا يتناقض مع اتفاق القاهرة لعام 2005 ووثيقة الوفاق الوطني بضرورة اعادة احياء مؤسسات منظمة التحرير على اساس توافقات سياسية بين جميع الفصائل. ثانياً، الدعوة عرقلة كبيرة وقطع للطريق على نجاح الحوار وإدارة الظهر له. ثالثاً، المجلس الوطني شأن فلسطيني وطني عام وليس شأناً فتحاوياً وحسب»، مطالبين الجانب المصري ب «ضرورة الضغط على فتح لتأجيل الدعوة لعقد المجلس». وأشارت المصادر الى ان الوفد المصري نقل «رغبة من فتح» بضرورة ان تقتصر جلسات الحوار المقبلة على الاعداد للانتخابات المقبلة على اساس ان هذا موقف فتح، مع تأكيد الجانب المصري على التمسك ب «الاتفاق الشامل» على جميع بنود الحوار، الامر الذي اعتبره قادة بعض الفصائل بمثابة «انعطافة كبيرة» في موقف «فتح» لتصبح «اللعبة الوحيدة المطروحة هي الاعداد للانتخابات وفق البيئة الراهنة واختزال الحوار بالاعداد للانتخابات وفق الظروف الراهنة». لكن المصادر قالت ان الموقف الذي ابلغه «حماس» وعدد من الفصائل هو انه «لا بد ان يكون الاتفاق رزمة كاملة تشمل جميع الامور، وانه لا يمكن عقد الانتخابات بالظروف الامنية والسياسية الراهنة»، اضافة الى اطلاق المعتقلين. وقالت مصادر «حماس» ل «الحياة»: «الانتخابات غير واردة في ظل الانقسام. لا بد من توافق وطني واعطاء فرص متساوية للجميع لاجراء الانتخابات».