تقول أكثر المقالات المتخصصة في الإعلام الاجتماعي إن أكثر السياسيين يستخدمون موقع التواصل «تويتر»، لإشعار العموم أن التواصل معهم سهل، إضافة إلى الترويج للمشاريع السياسية والانتخابية. مثلما حدث في وقت قريب من المرشحين للرئاسة الأميركية أو المرشحين للكونغرس. الرئيس التشيلي المنتخب قبل عامين طلب من طاقمه الذي عمل معه أثناء الحملة الانتخابية أن يبدؤوا التغريد. وقبل ذلك، الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وظّف أكثر من 100 شخص في الإعلام الاجتماعي، يغردون وينشرون المقاطع المرئية، ويفعّلون صفحة «فيسبوك» الخاصة به. (100) شخص فقط للعمل على ثلاثة مواقع تواصل اجتماعي فاعلة وفعالة. أحد المحللين للانتخابات الألمانية السابقة قال إن أكثر من 577 رجل سياسة في ألمانيا موجودون في «تويتر» حتى عام 2010، ثلاثة أرباع هؤلاء فتحوا حسابات لهم في 2009، أي في وقت مقارب للانتخابات. وهذا يدل على حماسة الكثير من السياسيين للوجود في منبر التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة في العالم الآن. لكن هذه التواريخ تؤكد أن العرب دخلوا إلى هذا الموقع متأخرين عن بقية الدول بتاريخ التفاعل واشتهار الموقع لديهم أو باشتهار حسابات لمسؤولين عرب عموماً وخليجيين خصوصاً. ففي أحداث البحرين في العام 2011 بدأ يظهر اسم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة في شكل لافت على «تويتر»، كان يرد ويفنّد وينفي الإشاعات، وأحياناً يبث أخباراً معينة. خالد آل خليفة أصبح من أشهر المسؤولين الخليجيين في التواصل مع الجمهور عبر هذا الموقع. قد يكون سبقه إلى ذلك أو بدأ معه في الفترة ذاتها وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، لكن الأخير لم يستخدم حسابه للأغراض السياسية، فهو الشاعر وناشر الأذكار، والمتفاعل مع الأدباء والمثقفين والجمهور. لكن لم يبث من خلال حسابه في شكل حصري مثلاً معلومات وقرارات وتلميحات. أو يكون هذا الحساب منبراً تستخدمه وزارة الثقافة والإعلام للرد على ما يدور حول بعض القرارات المتعلقة بالصحافة والتلفزيون. ويركز بعض المتخصصين في الإعلام الرقمي على أن السياسيين يستخدمون «تويتر» في شكل أساس للترويج عن أنفسهم، وكان المثال الأبرز في معظم المقالات والأبحاث، وإحداها مقالة نشرتها مجلة «الإيكونوميست» في السادس من آيار (مايو) 2010 بعنوان Sweet to Tweet عن السياسيين، وكيف يحاولون الحضور في شكل فعّال في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء أكان ذلك في شكل شخصي أم عن طريق فرق تدير لها الحسابات، كي يشعر الجمهور بأن رسائله وتغريداته تصل إلى السياسي، يتفاعل معها، ويكسب الجماهيرية. الرئيس المصري محمد مرسي يمتلك حساباً موثقاً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يديره فريق يعمل معه، يكتب تغريدات معظمها يأتي تفريغاً لخطاباته أو اجتماعاته. كما يمتلك المرشح الرئاسي السابق محمد شفيق حساباً موثقاً، وكذلك عضو جبهة الإنقاذ الدكتور محمد البرادعي. كل هؤلاء نشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، كما هو نشاطهم الإعلامي الآخر. خليجياً، يعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزيرا الخارجية والاتصالات البحرينيان خالد وفواز آل خليفة، ووزيرا الثقافة والإعلام والتجارة السعوديان عبدالعزيز خوجة وتوفيق الربيعة، إلى جانب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، من أبرز السياسيين رفيعي المستوى في دول الخليج ممن يمتلكون حسابات نشطة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس الديوان الملكي خالد التويجري يمتلك حساباً غير مفعّل، قام بتوثيقه بعد أن قام مجهولون بانتحال شخصيته. لكن الحساب بقي غير مفعّل حتى هذه اللحظة. معظم ما كتب حول استخدام السياسي ل«تويتر» يحذر من زرع الإيجابية وتوزيع الأوهام أثناء الحملات الانتخابية تحديداً، لأن بعض الساسة لا يعي أن ما يكتبه في «تويتر» هو للجميع، وينشر في شكل علني، فلا مجال للوعود البراقة، ولا مجال للتراجع.