قال وزير العدل الأميركي إيريك هولدر إنه أخبر وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف عن اهتمامه ببرنامج المناصحة، مشيراً إلى أن بلاده قد تستفيد منه في محاربة التطرف، مؤكداً أنه تبادل الأفكار في ما يخص القضايا العدلية مع وزير العدل السعودي الدكتور محمد العيسى. وكشف هولدر في لقاء صحافي مصغّر استضافته السفارة الأميركية في الرياض ظهر أمس أن الشخص الذي حاول اغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة الأميركية عادل الجبير قبل عام ونصف العام مرتبط بإيران. وعن صعود حكومات إسلامية في دول الربيع العربي، اوضح هولدر: «إن المهم هو ضمان الحريات المدنية، وكذلك الحقوق، ولا أحد يريد استبدال نظام قمعي بنظام آخر يسير على النهج نفسه»، مؤكداً «أنه لا خوف من صعود الإسلاميين للحكم، لكن الولاياتالمتحدة حريصة على توفير ضمانات لضمان الحريات والحقوق المدنية في دول الربيع العربي». وقال: «إن النظام السوري فقد شرعيته، وحان وقت رحيله، وأن موقف الولاياتالمتحدة لم يتغير، والسوريون يجب أن يقرروا، ويختاروا النظام الذي يريدون تنصيبه خلال الفترة المقبلة». وبدأ اللقاء الذي حضره السفير الأميركي جيمس سميث بحديث للوزير الأميركي عن تفاصيل زيارته للسعودية، أشاد فيه بجهود الملك عبدالله الإصلاحية، بما فيها تعيين 30 امرأة سعودية بعضوية كاملة في مجلس الشورى، وإدخال إصلاحات قضائية مهمة. وأوضح هولدر أنه يعمل في شكل جاد مع وزيري الداخلية والعدل السعوديين على تفعيل الاتفاقات، وتعزيز الشراكات بين البلدين، ويعلم جيداً أنه يجب العمل على الالتزام المشترك، لتحقيق عالم بفرص أكبر وعنف أقل. ولفت الوزير الأميركي إلى أنه «تمت مناقشة تعزيز سيادة القانون، وحماية حقوق ومصالح المواطنين الأميركيين، من خلال مناقشة البرامج المشتركة مع الشركاء السعوديين»، وقال: «خلال زيارتي الحالية للرياض، أتيحت لي الفرصة لمناقشة برامجنا المشتركة مع شركائنا السعوديين، لتعزيز سيادة القانون وحماية حقوق ومصالح مواطنينا»، وشملت هذه البرامج «الزيارة التي قام بها الوزير العيسى ووفد من وزارة العدل السعودية إلى واشنطن العام الماضي، لعقد اجتماعات رفيعة المستوى، وكذلك تنظيم برامج للقضاة السعوديين والمسؤولين الحكوميين والمحامين، وأساتذة من كليات الحقوق للقاء نظرائهم في الولاياتالمتحدة، وللتعرف على النظام القضائي الأميركي». وعن بعض الجهود المشتركة المقامة بين وزارتي العدل الأميركية والسعودية قال هولدر: «كما أتيحت لي الفرصة لمناقشة الطرق المستخدمة، من أجل مواصلة دعمنا للجهود السعودية، لتفعيل الإصلاحات القضائية المهمة. وعن العلاقة بين البلدين في ما يتعلق بمكافحة التطرف، قال هولدر: «إن زيارته إلى المملكة فرصة لتقويم الجهود المشتركة لمكافحة قوى التطرف، وأضاف «بطبيعة الحال، فإن الردع ومكافحة التطرف هما جزء أساسي من هذا العمل، حتى نتمكن من منع أعمال العنف قبل وقوعها، لقد أُتيحت لي الفرصة أمس لزيارة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وبناءً على ما لاحظته، فإن هذه المؤسسة ومثيلاتها من المؤسسات الأخرى تُبشر بأمل كبير في مكافحة الإيديولوجيات المدمرة». وأشاد بجهود السعودية في إصلاح القضاء، ومن ذلك فتح جلسات محاكمة قضايا الإرهاب للجمهور خصوصاً الصحافة، مؤكداً تعاون المملكة في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وفي إجاباته على الطاولة المستديرة قال هولدر إن صعود الإسلاميين في دول الربيع العربي ليس هو المهم بقدر أن تضمن الحريات وتكفل للجميع، وقال إن الخطر المحتمل هو عدم استجابة هذه الحكومات لمطالب شعوبها، وعدم قدرتها على التعاطي مع التغيير. وأكد الوزير هولدر أنه بحث بجدية مع وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف الاستعانة ببرنامج المناصحة وتطبيقه في الولاياتالمتحدة لمكافحة التطرف، وقال: «التطرف يؤثّر في الجميع، والشبان يتأثرون بالأفكار الراديكالية، وينجذبون إليها، ويتأثرون بها، وسأعمل مع المملكة على تطبيق هذا النظام في الولاياتالمتحدة، وأخبرت وزير الداخلية السعودي أنني مهتم بهذا الأمر، ومن الممكن أن نجلب هذا البرنامج إلى الولاياتالمتحدة».