كشف عاملون في قطاع الدواء عن مخاطبتهم الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة التجارة والصناعة، لوضع تسعيرة لحليب الأطفال، بهدف الحدّ من الارتفاعات المتتالية في سعره، غير أنه لم يتم اتخاذ أية خطوات في هذا الشأن. وعزا هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة» تباين أسعار حليب الأطفال من دولة إلى أخرى، إلى شركات حليب الأطفال التي تضع أسعاراً تناسب مستويات المعيشة ودخل الأفراد في الدول المستوردة، إضافة إلى قيام بعض الدول بتعبئة الحليب بها، مما يقلل الكلفة. وأوضحوا أن تحديد أسعار حليب الأطفال يعتمد على كل سوق وظروفها، والمواصفات التي تضعها كل دولة، مشيرين إلى أن المواصفات التي وضعتها هيئة الغذاء والدواء لحليب الأطفال رفعت من أسعاره. ورصدت صحيفة «الحياة» في جولة على عدد من الصيدليات في مدينة الرياض، تفاوت أسعار الحليب في الصيدليات بفروقات راوحت بين 2 و6 ريالات للعبوات أوزان 400 و800 غرام، إذ راوح سعر حليب غين بلس 400 غرام بين 34 و35 ريالاً، أما حجم 900 غرام فراوح سعره بين 68 و73 ريالاً، وراوح سعر حليب سميلاك 400 غرام بين 35 و37 ريالاً، وحجم 800 غرام بين 75 و77 ريالاً، ونوفالاك وزن 400 غرام بين 31 و33 ريالاً، أما حليب غولد إس 26 وزن 400 غرام فراوح بين 35 و37 ريالاً، وحجم 800 جرام بين 74 و78 ريالاً، في حين راوح سعر حليب بديا شور حجم 400 غرام بين 36 و40 ريالاً، وحجم 800 غرام بين 80 و84 ريالاً. وأرجع رئيس اللجنة الفرعية للصيدليات الخاصة بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالله المسند، سبب تفاوت أسعار حليب الأطفال في الصيدليات إلى اختلاف أسعار الطلبيات من الموردين، مشيراً إلى أن ربح الصيدليات من حليب الأطفال لا يتعدى 2 في المئة من سعر العبوة. وأكد المسند ل«الحياة» أن «قطاع الصيادلة بعث خطاباً إلى الهيئة العامة للغذاء والدواء قطاع الغذاء، بخصوص وضع تسعيرة لأسعار حليب الأطفال، إلا أنها لم تستجب لذلك، كما تمّت مخاطبة وزارة التجارة والصناعة بهذا الخصوص، غير أنه لا حياة لمن تنادي». وعن انخفاض أسعار حليب الأطفال في الدول الأخرى مقارنة بالسعودية، قال: «اختلاف أسعار الحليب من دولة إلى أخرى يعتمد على روية شركات حليب الأطفال في كل دولة، إذ تحسب الأسعار وفق مستويات المعيشة ودخل المواطنين، والتعبئة المحلية للحليب في البلد المستورد»، مشيراً إلى أنه تمّ سؤال الجهات ذات العلاقة عن اختلاف أسعار حليب الأطفال شهرياً، ولم يحصلوا على إجابة شافية. من جهته، أشار عضو لجنة وكلاء الأدوية ب«غرفة تجارة جدة» ياسر يوسف ناغي، إلى أن اختلاف أسعار حليب الأطفال يعتمد على كل سوق وظروفها، والمواصفات التي تضعها كل دولة لحليب الأطفال، «ففي السعودية هناك مواصفات وضعتها الهيئة العامة للغذاء والدواء لحليب الأطفال، رفعت من أسعار الحليب»، مشيراً إلى أن اختلاف الأسعار بين دولة وأخرى راجع إلى قيمة الدعم والمناقصات «ففي مصر هناك مناقصات تضعها الدولة لشراء حليب الأطفال». ولفت ناغي في حديثه إلى «الحياة» أن استهلاك حليب الأطفال في السعودية يصل إلى 60 ألف طن سنوياً، وهناك شركات تدرس التعبئة المحلية لحليب الأطفال في السعودية. وأوضح ناغي أن الدعم الحكومي لحليب الأطفال لا يشمل جميع الشركات المنتجة لحليب الأطفال، والتي لا تنطبق عليها المواصفات السعودية، فالدعم له مواصفات معينة، مضيفاً أن الإجراءات الطويلة في الحصول على الدعم، قد تجعل من الشركات ترفض أخذ الدعم من الحكومة، وتبيع بأسعار السوق العالمية. واتصلت «الحياة» بالمتحدث الرسمي للهيئة العامة للغذاء والدواء للتعقيب، غير أنها لم تتلق رداً. يذكر أن المملكة تدعم حليب الأطفال سنوياً ب1.5 بليون ريال، ويبلغ معدل الاستهلاك حوالى 75 مليون عبوة، في بلد يصل معدل المواليد فيه إلى أكثر من 620 ألف مولود. وتعكف شركة المراعي حالياً على بناء مصنع متخصص بصناعة حليب الأطفال بالشراكة مع «ميد جونسون»، أحد أكبر مصنعي حليب الأطفال في العالم، وتمّ تأسيس شركة لهذا الغرض باسم الشركة الدولية لأغذية الأطفال، مملوكة مناصفة بين الشركتين، وتبلغ كلفة المشروع بليون ريال.