أعلنت السلطات الأمنية السعودية، أمس، القبض على 44 عنصراً من تنظيم «القاعدة»، يحملون مؤهلات وخبرات تقنية متقدمة، وقاموا بتطوير 376 دائرة إلكترونية دفنت قرب منطقتي الرياضوالقصيم، لاستخدامها في تفجيرات من بعد (بواسطة الهواتف المحمولة) ومن مسافة بعيدة جداً، وكشفت التحقيقات الأولية تواصل بعضهم مع قيادات التنظيم الرئيسية في الخارج وقيادات في الداخل تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء عليها في الداخل.وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي «أن الأجهزة الأمنية تمكنت من الوصول إلى معلومات عن شبكة من منظري ومعتنقي الفكر الضال والداعمين لأنشطته الإجرامية، على رغم من مبالغة عناصرها في التخفي ومحاولة تحقيق أهدافهم في نشر الفكر الضال والدعوة إليه من خلال التغرير بالأجيال الشابة واستغلال العمل الخيري في تمويل أنشطتهم الضالة». وأوضح اللواء التركي: «ان الجهات الأمنية باشرت مهماتها التنفيذية بين 21 تموز (يوليو) 2008 والثاني من آب (أغسطس) الجاري، ونتج من ذلك القبض على 44 عنصراً من تلك الشبكة، أحدهم مقيم، والبقية سعوديون، والبعض منهم يحمل مؤهلات عالية وخبرات تقنية متقدمة، فيما تلقى آخرون تدريبات في الداخل والخارج على الرماية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وطرق إعداد الخلائط المتفجرة وأساليب تزوير الوثائق، وذلك لاستخدامها من قبل عناصر الفئة الضالة في تنقلاتهم». وأشار التركي إلى «أن عمليات القبض والتفتيش أدّت إلى ضبط أسلحة وذخائر ودوائر الكترونية جاهزة قاموا بتطويرها لتستخدم في عمليات التفجير من بعد، وذلك في مواقع متفرقة، ضبط منها 280 دائرة الكترونية، وعثر عليها مدفونة في أحد الأودية القريبة من مدينة الرياض، إضافة إلى 17 رشاشاً من نوع (كلاشنيكوف - إ كي 47) و22 صندوق ذخيرة حية تحتوي على 16.5 ألف طلقة و26 مخزن رشاش. كما تم ضبط 96 دائرة الكترونية للتفجير من بعد مدفونة في موقع بري بالقرب من إحدى محافظات منطقة القصيم». ولفت إلى «أن رجال الأمن وخلال عملية التحري، ضبطوا 50 رشاشاً و20 صندوق ذخيرة تحتوي على 15 ألف طلقة و39 مخزن رشاش أخفيت في مخبأ تم إنشاؤه لهذا الغرض من الخرسانة المسلحة داخل غرفة في فناء منزل لأحد هذه العناصر في أحد أحياء مدينة الرياض السكنية». وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية «أن التحقيقات القائمة كشفت خطورة عناصر تلك الشبكة، وتواصل بعضهم الوثيق مع قيادات التنظيم الضال في الخارج ومع من قتل من رموزهم في المواجهات الأمنية في الداخل، وتوظيف البعض منهم لأموالهم واستغلال العمل الخيري في تنفيذ مخططات إجرامية جهزوا لها منذ فترة، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة لاستجلاء الحقائق كافة». من جهة أخرى، أوضحت مصادر أمنية ل «الحياة»، أن كل الدوائر الإلكترونية جاهزة للتشغيل والاستفادة منها، وأن أحد المعتقلين قام بصناعة الأجهزة من خلال تطوير خبرته في مجال التقنية وحصوله على التأهيل العلمي المناسب في مجال الهندسة الكهربائية. وقالت «إن الدوائر الإلكترونية تستخدم في عمليات التفجير بواسطة أجهزة الهواتف المحمولة، ويتم تحويرها وتشفيرها بطريقة تضمن سلامة مستخدميها، وتفعّل عند الاتصال بها من مسافات بعيدة جداً، قد تكون من دولة إلى دولة». وفي جاكرتا، اعلنت السلطات الإندونيسية انها اعتقلت سعودياً، للاشتباه في علاقته بتمويل تفجيرات فنادق «ماريوت» و«ريتز كارلتون» في العاصمة الشهر الماضي، فيما ذكرت السفارة السعودية أنه «لم تتوافر لديها معلومات مؤكدة عن هوية المشتبه به». وقال ل «الحياة» نائب السفير السعودي في جاكرتا، ماجد الدايل: «لا توجد لدينا أي معلومات أكيدة من الشرطة الإندونيسية عن هوية المعتقل، رغم اتصال السفارة السعودية بالمسؤولين الاندونيسين مرات»، وأضاف: «لم يعطونا أي معلومات عن الشخص المقبوض عليه»، مشيرا الى أن السفارة «لا زالت في طور إجراء الاتصالات مع الجهات المختصة للتأكد من الموضوع». وكان ناطق باسم الشرطة الإندونيسية اعلن أن السعودي علي محمد عبدالله واندونيسي اعتقلا في إطار التحقيقات التي تجريها السلطات في أعقاب تفجيرات 17 تموز (يوليو) الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص. وقال ان الرجلين اُعتقلا لعلاقتهما بالمتشدد الماليزي، رئيس الجماعة الإسلامية الإرهابية نور الدين محمد، والذي تشتبه السلطات الإندونيسية في أنه العقل المدبر للأحداث الإرهابية الأخيرة. وذكر ان السعودي «خطط لافتتاح مقهى إنترنت في منطقة غرب جاوا، وفريق التحقيق يعمل على التأكد من علاقته بالأمر».