طالبت إسرائيل الحكومة السويدية أمس بالاعتذار رسمياً عن التحقيق الصحافي الذي نشرته صحيفة سويدية عن شبهات بقيام جنود الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة بقتل شبان فلسطينيين وانتزاع أعضاء من أجسامهم للاتجار بها، قبل إعادة الجثث إلى ذويهم. ووصف نائب وزير الخارجية داني أيالون النشر ب «الفرية الدموية للقرن الواحد والعشرين». وأثار التقرير الذي نشرته صحيفة «أفتونبلاديت»، كبرى الصحف المسائية في السويد، عاصفة من ردود الفعل في إسرائيل، وأبرزته وسائل الإعلام كلها لتشارك في الحملة ضد السويد ووسائل إعلامها بداعي أنها تغذي مظاهر اللاسامية. وقال أيالون في معرض تعقيبه: «لا أتحدث فقط عن أن الصحيفة لم تتيقن من الحقيقة قبل أن تنشر تقريرها، إنما عن ظاهرة معاداة السامية، وعليه لا يمكن تبرئة الحكومة السويدية من المسؤولية». وحمل التحقيق عنوان «إنهم يسرقون أعضاء أبنائنا»، وهو اقتباس لعدد من الفلسطينيين تحدثوا إلى الصحيفة. واشار معده دونالد بوستروم بداية إلى قصة اليهودي الأميركي ليفي اسحق روزنبلوم من بروكلين في الولاياتالمتحدة الذي اعتقل أخيراً مع مجموعة من الحاخامات بشبهة الاتجار بأعضاء البشر. وأضاف ان ثمة شكوكاً تراود الفلسطينيين منذ تسعينات القرن الماضي بأن شباناً منهم اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنح الظلام، تعرضوا لعمليات جراحية لانتزاع أعضاء من أجسادهم قبل إعدامهم. وتابع أن هذه الشكوك يجب أن تقود إلى تحقيق تقوم به المحكمة الجنائية الدولية بشبهة قيام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. ونقل الصحافي السويدي عن فلسطينيين أن شبانا «يرغمون قبل إعدامهم على التوقيع بالسماح بالتخلي عن أعضائهم البشرية». وأورد إفادات لعائلات فلسطينية عن اختفاء أبنائها في منتصف الليل، ثم إعادتهم جثثاً بعد انتزاع أعضاء من أجسادهم في عمليات جراحية، كما تبين لذويهم خلال دفنهم. ونشر معد التحقيق صورة لجثمان شاب من مدينة نابلس أطلق جيش الاحتلال النار عليه وأصابه بجروح خطيرة، ثم نقل بمروحية عسكرية للعلاج، لكن بعد خمسة أيام أعيد جثة هامدة. وأظهرت الصورة جرحاً يمتد من الوجه إلى المعدة. من جهتها، أصدرت سفيرة السويد في تل ابيب بياناً أمس استنكرت فيه التقرير الصحافي واعتبرته «مثيراً للصدمة وفظيعاً أيضا لنا نحن السويديين كما للمواطنين الإسرائيليين». وتابعت أن «حرية الصحافة وحرية التعبير المتاحتان في السويد كما في إسرائيل، تعنيان أيضاً مسؤولية كبيرة على عاتق المحررين والمراسلين في اي صحيفة كانت». وختمت: «لا يمكن لحكومة السويد أن لا تنأى بنفسها بكل وضوح عن النشر». ورد معد التقرير على اتهام الإسرائيليين له بمعاداة السامية بالقول إنه «اتهام محزن». واضاف لصحيفة «هآرتس» إن جل ما يريده من التقرير الذي نشره هو البدء في تحقيق دولي في الشبهات المنسوبة الى الجنود الإسرائيليين، مشيرا الى أن الفلسطينيين طرحوا على مسامعه ادعاءاتهم منذ تسعينيات القرن الماضي، وانه سبق له أن سمع عنها من موظفين من الأممالمتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.