صعّد مقاتلو «طالبان» هجماتهم في انحاء افغانستان، عشية الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات، وقتلوا 21 شخصاً، بينهم حاكم اقليم رجستان بولاية قندهار (جنوب) نجيب الله بلوش واحد وجهاء القبائل وموظفان انتخابيان، في انفجار استهدف سيارتهما في الولاية ذاتها، فيما شنوا اعتداءهم الكبير الثالث في العاصمة كابول منذ السبت، وشمل محاولة للسطو على مصرف اعقبها اشتباكات استمرت اربع ساعات اسفرت عن سقوط ثلاثة متشددين. وفي الجنوب، قتل ثلاثة جنود اميركيين تابعون لقوات الحلف الاطلسي (الناتو) في هجومين شنهما المتمردون. وتخشى السلطات تأثير الهجمات الكثيفة على اقبال الناخبين الافغان ال17 مليوناً الذين دعيوا للتوجه الى مراكز الاقتراع، ما يمكن ان يشكك بصدقية النتائج في ظل منافسة محتدمة بين الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله. ومنعت وسائل الإعلام المحلية والدولية من تغطية اخبار اعتداءات «طالبان» التي هددت بمهاجمة مراكز التصويت اليوم، واصفة الانتخابات بانها «خدعة اميركية». وطالبت الأممالمتحدة برفع الحظر على التغطية الاعلامية، «لأن الدستور الأفغاني يضمن حرية الصحافة، كما يملك المواطنون حق الحصول على معلومات ليس فقط في يوم الانتخابات بل بعده أيضا. وصدقية الانتخابات ترتبط بالمعلومات التي يحصلون عليها». وانتهجت الشرطة الأفغانية سلوكا أكثر عدوانية تجاه الصحافيين في الأيام الأخيرة، وتعرض بعضهم لمعاملة خشنة على أيدي الشرطة في موقع التفجيرين الانتحاريين الاخيرين في كابول. واحتجز مصور ومراسل لمحطة تلفزيون «تولو» الأفغانية الخاصة لفترة قصيرة أمس. وفي حديث خاص الى «الحياة»، أكد وزير خارجية «طالبان» السابق الملا وكيل أحمد ان الانتخابات «ليست حلاً للقضية الأفغانية، بل مجرد دعاية للغرب وشعاراته الديموقراطية». وتوقع تدني نسبة المشاركة «لأن غالبية الشعب لا ترى حلاً عبر الانتخابات، وتفضل ايجاد مصالحة وطنية قبل اجراء اقتراع في ظل تدهور الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي». وشدد وكيل على أن «لا مجال للمصالحة والاستقرار في أفغانستان بوجود قوات أجنبية، كما لا يمكن التوصل الى سلام عبر فوهة البندقية». واكد على استمرار تحالف «طالبان» و»القاعدة». وفي موقف لافت، دعا المرشح للانتخابات الرئاسية أكبر باي، رئيس تحالف القوى التركمانية شمال أفغانستان، الى مقاطعة الانتخابات والانسحاب منها، متهماً الرئيس كارزاي ومنافسه عبداالله ب «قتل الشعب ونهب ثرواته»، معتبراً أن الانتخابات «غير وطنية وغير إسلامية، ولا يمكن وصفها بأنها تمثل ارادة الشعب، في ظل اعلان لجنة الانتخابات ومراقبين دوليين ولجنة الأممالمتحدة المشرفة عليها استحالة إجراء الاقتراع في 13 ولاية جنوب البلاد وشرقها بسبب تدهور الوضع الأمني فيها». وشهدت كابول أمس، حركة سير خفيفة، في ظل أغلاق عدد من الأسواق التجارية ابوابها، والتي تأثرت باشاعات حول دخول نحو 15 انتحارياً من «طالبان» الى المدينة. وانتشرت قوات الأمن في كل طرقات العاصمة ونظمت حواجز «طيارة» وسط إجراءات أمن مشددة في محيط السفارات والمؤسسات الأجنبية. وتحدث أفغان يعملون في مؤسسات أجنبية عن رفض المراقبين الدوليين الذين يناهز عددهم 400 التوجه إلى مناطق خارج كابول بسبب الوضع الأمني المتدهور، ما يعزز الاعتقاد بإمكان تزوير الانتخابات، خصوصاً بعدما اعتراف اللجنة الانتخابية بعجزها عن إرسال أكثر من 20 في المئة من بطاقات التصويت الى مناطق نائية أو مضطربة.