ألغت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الماراثون الدولي السنوي الثالث في قطاع غزة الذي تنظمه هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة في العاشر من نيسان (أبريل) المقبل بسبب رفض حكومة «حماس» مشاركة نساء فيه بحجة أن مشاركتهن «تتناقض وعادات الشعب الفلسطيني وتقاليده». ويأتي قرار «حماس» في وقت يسود سخط في القطاع وفي أوساط النخب جراء «حملة الفضيلة» التي تنفذها وزارة الأوقاف في وسط القطاع، وفرض الزي الشرعي على طالبات جامعة الأقصى في غزة، في اطار حملات «حمسنة» المجتمع على حد تعبير نشطاء معارضين «لفرض أفكار ومعتقدات الحركة» التي سيطرت على القطاع في 14 حزيران (يونيو) 2007. وقالت «اونروا» في بيان انها «قررت إلغاء مهرجان الماراثون بمشاركة آلاف العدائين وتلاميذ المدارس وعشرات العدائين الدوليين». وأوضحت ان «قرار الإلغاء تم اتخاذه بعد نقاشات مع السلطات في غزة التي أصرت على منع النساء من المشاركة في الماراثون، ولم تفضِ هذه المفاوضات الى تغيير قرارهم». وأضاف البيان أن «المشاركين الذين سجلوا للمشاركة في السباق بإمكانهم، إذا رغبوا بذلك، القدوم إلى غزة، مرحباً بهم حيث تعمل اونروا على التحضير لبرنامج من الفعاليات والأنشطة للراغبين بذلك منهم في أقرب وقت ممكن». واستنكر «مركز الميزان لحقوق الإنسان» الغاء المارثون، مبدياً استغرابه للأسباب والمبررات التي سيقت من اونروا والحكومة. وأكد المركز في بيان أمس أن «الحكومة في غزة ملزمة بتطبيق القانون وضمان احترامه في كل الأوقات». وعبر المركز عن قلقه من «وجود تمييز على أساس الجنس في موقف حكومة غزة، مطالباً ب «تنظيم الماراثون وتذليل العقبات التي يمكن أن تعرقل أو تعطل تنفيذه». لكن حكومة «حماس» نفت منعها مشاركة المرأة في الماراثون، وعبرت عن «أسفها لقرار اونروا إلغاء «المارثون». وذكرت في بيان أنها «أبلغت اونروا الموافقة على تنظيمه مع بعض الضوابط المتعلقة بعادات الشعب الفلسطيني وتقاليده». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عبدالسلام صيام الأمين العام لمجلس وزراء حكومة غزة ان من هذه الضوابط «الحشمة للنساء وعدم الاختلاط»، بين الرجال والنساء، مؤكداً «لا نمانع بمشاركة الطالبات الصغار». وأكد ان «قرار الغاء الماراثون جاء من الاونروا (...) ولا علاقة للحكومة به»، مشيراً الى ان حكومته «تمنح الحرية للمرأة للمشاركة في النشاطات الرياضية في الاندية في قطاع غزة بما ينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا وقيم المجتمع الغزي». ولفتت «اونروا» في بيان الى ان الماراثون اقيم مرتين في غزة بمشاركة عدائين من كل العالم بمشاركة فاعلة للمرأة، بما في ذلك طالبات مدارس «اونروا» في القطاع، فيما عبر عدد من التلاميذ في مدارس تتبع «اونروا» عن حزنهم وغضبهم من الغاء الماراثون. وقالت التلميذة نورا بلبل (13 سنة) التي تدرس في مدرسة تابعة للمنظمة الدولية «من حق الفتيات المشاركة في الماراثون». وأضافت «لا اعرف لماذا يمنعون مشاركة البنات وهم يعرفون ان البنات يسبحن في البحر الى جانب الاولاد، فما الفرق؟ انا حزينة لالغاء الماراثون». وعبر التلميذ ايمن عبدالله (16 سنة) عن غضبه لالغاء الماراثون الذي كان شارك فيه العام الماضي. وقال ان «الماراثون مهرجان حضاري للتعبير عن الحرية ونثبت اننا شعب متحضر هنا في غزة ونستحق الحياة مثل الامم». وكان عدد من المخيمات الصيفية في مدينة غزة التي تنظمها اونروا تعرضت قبل عامين للحرق. في الاثناء، منعت حكومة «حماس» المدرب في مشروع السلامة المهنية للصحافيين في الاتحاد الدولي للصحافيين في القطاع الزميل سامي أبو سالم من السفر عبر معبر رفح الحدودي. وقال أبو سالم ل «الحياة» إنه توجه أمس لليوم الثاني على التوالي الى المعبر للسفر إلا أن ضباطاً تابعين لجهاز الأمن الداخلي لوزارة الداخلية في حكومة «حماس» رفضوا السماح له بالسفر من دون الحصول على «اذن مسبق» من المكتب الاعلامي الحكومي وهو بمثابة وزارة الاعلام في الحكومة.