لم تحصل يوماً الأقليات في الولاياتالمتحدة، لا سيما منها ذوي البشرة السوداء، على أدوار بهذا الحجم في المسلسلات التلفزيونية الأميركية، وهذه المشاركة المتزايدة تدل على نمو القطاع. وأشاد نقاد المسلسلات التلفزيونية بأجزاء هذا الموسم "الأكثر تمثيلا للأقليات منذ عقد من الزمن، وفق ما جاء في موقع "تيليفيجن أكاديمي.كوم" المعني بجوائز "إيميز" المخصصة لقطاع التلفزيون في الولاياتالمتحدة. فبعد ثلاثين سنة تقريباً من مسلسل "ذي كوسبي شوو" الذي عرض للمشاهدين حياة عائلة سوداء، أطلقت قناة "إيه بي سي" المسلسل الكوميدي "بلاك-إش" الذي يلقى ضجة كبيرة، إذ أنه يتطرق إلى مسألة حساسة ألا وهي الهوية السوداء. ويروي هذا المسلسل حياة مسؤول كبير أسود البشرة يعيش في بيئة كلها بيض ويشهد على انقطاع عائلته عن جذورها. وتقدم القناة عينها مسلسل "هاو تو غيت آوي ويذ مردر" الذي يدور حول محامية شابة تؤدي دورها فايولا دايفيس التي رشحت لجائزة "أوسكار" عن دورها في فيلم "ذي هيلب". ولقي الجزآن الأولان من المسلسلين اللذين تم بثهما في أوقات الذروة نجاحاً باهراً. واستقطب الأول نحو 11 مليون مشاهد، في مقابل 14 مليوناً للثاني. وهذا الأخير هو من إنتاج شونا رايمز التي تتولى أيضاً إنتاج مسلسل "سكاندل" الذي تبث قناة "إيه بي سي" الجزء الرابع منه والذي كانت بطولته للمرة الأولى في العام 2012 من نصيب ممثلة سوداء هي كيري واشنطن. وقال تيم بروكس المتخصص في المسلسلات التلفزيونية لوكالة "فرانس برس"، "تبذل جهود كبيرة لتقديم الأميركيين الأفارقة في بيئات أكثر تنوعاً من السابق". وكانت أدوار كثيرة تخصص للسود في السبعينيات، لكن في مسلسلات تتطرق إلى مسائل اجتماعية من قبيل "ذي جيفرسنز". وتراجعت أدوار السود بعد تلك الفترة، قبل أن تعود إلى الواجهة أخيراً. ومن المسلسلات الأكثر ترقباً على قناة "سي دبليو"، "جاين ذي فيرجن" الذي يشارك فيه ممثلون من أصول أميركية لاتينية والذي يروي قصة مدرسة شابة عذراء تخضع خطأ للتلقيح الاصطناعي. أما مسلسل "سيلفي" الكوميدي الذي يعرض على قناة "إيه بي سي"، فهو من بطولة ممثل من أصول آسيوية هو جون شو. وكان بول لي رئيس مجموعة "إيه بي سي إنترتاينمنت غروب" قال خلال مؤتمر صحافي في تموز (يوليو) إن إظهار التنوع هو من "أهداف" القناة، موضحاً "هذه مهمتنا. فإظهار أميركا على حقيقتها يقضي بالكشف عن هذا التنوع". وقال مارك أنتوني نيل الأستاذ المحاضر في الدراسات الأميركية الأفريقية في جامعة "ديوك" لوكالة "فرانس برس" إن "محطات الكابل بذلت جهودا كبيرة للتنويع في برامجها وتقديم مسلسلات فيها ممثلون من جميع الأطياف". ولفت إلى أن 30 محطة تلفزيونية موزعة عبر الكابل تعرض مسلسلات تنتج في نحو 50 استوديو في هوليوود. وختم قائلاً إن "التلفزيون تجارة في نهاية المطاف تسعى إلى بيع منتجاتها".