يصوت البرلمان العراقي اليوم على مشروع قانون الموازنة الاتحادية للعام 2013 وسط مخاوف كردية من عدم تضمينها مستحقات الشركات النفطية في إقليم كردستان وتهديد التيار الصدري بتصعيد التظاهرات في حال عدم تمريرها. وكانت رئاسة البرلمان حددت الاثنين موعداً أخير للتصويت على الموازنة الاتحادية، فيما عقد قادة الكتل امس اجتماعات مكثفة للتوصل إلى حلول وسط بشأن الفقرات المختلف عليها. وقالت عضو «التحالف الكردستاني» أشواق الجاف ل «الحياة» إن «الخلافات لا تزال قائمة، وقد تشهد الساعات المقبلة اتفاقاً بين الكتل، لكن في كل الأحوال سيكون هناك تصويت على الموازنة غداً (اليوم)». ولفتت إلى أن النقاط الخلافية تتعلق ب «مخصصات قوات البيشمركة ونسبة ال17 في المئة المخصصة للإقليم ومستحقات الشركات النفطية العاملة في الإقليم». وتعد مطالبة الأكراد بدفع أجور الشركات النفطية العاملة في كردستان والبالغة 4 بلايين دولار من الموازنة الاتحادية، اكثر النقاط مدعاة للخلاف، إذ ترى الحكومة المركزية أن عقود هذه الشركات غير دستورية في الأساس. وأوضحت الجاف أن «بعض الكتل السياسية تحاول تشويه سمعة الإقليم وتصور لباقي العراقيين انه من يعطل إقرار الموازنة، لكننا لا نستطيع أن ندفع حقوق هذه الشركات التي تعمل في استخراج النفط الذي تذهب وارداته إلى الحكومة المركزية». وأكدت النائب عن «الكردستاني» أن «كتلتها لن تصوت على الفقرات الخلافية إذا لم يتم تعديلها وستحاول جمع الأصوات لتعطيل التصويت عليها»، مشيرة إلى أن «التصويت سيكون على كل فقرة من فقرات الموازنة قبل التصويت عليها بالكامل». وكان اتباع التيار الصدري نظموا اعتصاماً أمام البرلمان الأسبوع الماضي احتجاجاً على تأخير إقرار الموازنة، فيما هدد زعيم التيار مقتدى الصدر بتصعيد التظاهرات في حال فشل البرلمان مجدداً في تمريرها. وقال رئيس الكتلة بهاء الأعرجي في مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان امس إن «كتلة الأحرار اجتمعت السبت مع كتل التحالف الوطني وطالبت خلال الاجتماع بحضور جميع نواب التحالف إلى جلسة البرلمان غداً، من اجل توفير الغالبية للتصويت على الموازنة الاتحادية، وطالبنا القائمة العراقية بالحضور للتصويت على الموازنة». ودعا الأعرجي التحالف الكردستاني إلى «تقليل مبلغ المستحقات النفطية وخفض سقف مطالبه من اجل التصويت على الموازنة»، معتبراً أن «تأخير الموازنة سيتسبب خلال الأيام المقبلة في قطع رواتب الرعاية الاجتماعية ومستحقات صندوق الإسكان». وتابع أنه «في حال عدم التصويت على الموازنة، ستخرج تظاهرات للضغط على الكتل السياسية ومجلس النواب للتصويت عليها». وقالت النائب عن كتلة «الأحرار» الممثلة للتيار الصدري في البرلمان إقبال الغرابي إن «موازنة 2013 أصبحت سياسية أكثر منها مهنية بسبب سعي أطراف من خلال الضغوط لضمان حصولها على مكاسب لمحافظاتها». وأضافت الغرابي ل «الحياة» أن «الجماهير التي خرجت بفضل مرجعيتها الرشيدة من اجل أن تضغط لإقرار الموازنة العامة، هي التي تعي تصرفات بعض من يريد تمزيق العراق وعدم استقراره». وأكدت أن «زعيم التيار الصدري ينظر دائماً إلى الشعب العراقي بنظرة واحدة كما إلى سائر محافظات العراق من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه»، مشيرة إلى أنه «وبوعي الشعب العراقي لما يحصل خرجت تظاهرة التيار الصدري بمطلب واحد وهو إقرار الموازنة، وهي كانت وسيلة ضغط على الحكومة ومجلس النواب».