«النجوم» ليس اسماً لأحد الأندية البارزة في الدوري السعودي بأي من درجاته، لكنه على صعيد «الحواري» في مدينة مكةالمكرمة بات فريقاً معروفاً، خصوصاً في ظل ما يملكه من لاعبين مميزين أبهروا الكثير من كشافي الأندية، كيف لا وهو النادي الأول الذي برز من خلاله قائد الاتحاد الحالي محمد نور، وهو ما يوضحه المشرف على الفريق سعد إمام سعد، مؤكداً أن «النجوم» قدم طوال ال20 عاماً الماضية نخبة من المواهب الشابة، سواءً السعودية منها أم من أبناء المقيمين، لكنه يعود للتأكيد على أن عدداً كبيراً من اللاعبين البارزين لم يجدوا مفراً من الرحيل إلى الدول الخليجية، بحكم أنهم لا يملكون الجنسية السعودية، وهو ما عجزت الأندية المحلية عن توفيره لهم، وبالتالي الاستفادة من خدماتهم. وحول غياب فرص التجنيس لمواليد السعودية، وتسرب المواهب إلى دول الخليج، يقول إمام ل«الحياة»: «فرق الحواري مليئة بالمواهب الشابة التي تحتاج فقط إلى من يهتم بها ويصحح وضعها، ويملك فريقنا نخبة رائعة من الموهوبين الذين يشاركون مع الفريق منذ فترة طويلة، ويسهمون في تحقيقه البطولات في دورات الحواري، من خلال إمكاناتهم الفنية وقدراتهم البدنية العالية التي لا تقل عما يملكه اللاعبون المشاركون في دوري زين»، لكن إمام يعود للتأكيد على أن الأنظمة والقوانين تجبر موهوبين عدة على الرحيل، مضيفاً: «أنظمة البلد تحرم بعض الموهوبين من تحقيق أحلامهم، ما يقودهم إلى الرحيل صوب دول الخليج، بحثاً عن لقمة العيش، وصقل مواهبهم الكروية في الملاعب الزراعية، لذا نجح الدولي عبدالله عمر في البحرين، ومعاذ يوسف في قطر وكلاهما من فريقنا، وحاول معاذ التسجيل في نادي الوحدة وتدرب مدة عام تقريباً، وكانت الإدارة وعدته بتصحيح وضعه، والسعي لمنحه الجنسية السعودية لأنه من مواليد البلد، ولكن محاولاته بائت بالفشل، ما جعله يقرر الرحيل إلى قطر، وهناك لقي اهتماماً كبيراً وعلى إثره منح الجنسية القطرية، وهو الآن يشارك في الدوري حاله حال أي لاعب قطري مواطن». الحسرة تبدو واضحة في لغة إمام، الذي يؤكد أن المنتخب السعودي هو الخاسر الأكبر من تغييب هذه المواهب أو رحيلها فيقول: «قدمنا مواهب رائعة للأندية السعودية والمنتخبات الوطنية أسهمت في تحقيق الألقاب لأنديتها وللمنتخب، في مقدمها قائد الاتحاد محمد نور الذي بدأ من فريقنا قبل أن يتحول إلى فريق الأفراح، لكننا في المقابل خسرنا مواهب من أبناء المقيمين كانوا قادرين على دعم المنتخبات وإثبات أنفسهم في قائمة اللاعبين الأبرز في السعودية لو وجدوا فرصة الحصول على الجنسية، ولن تنسى ملاعب حواري مكةالمكرمة الموهبة الرائعة في فريق النيل عبدالقهار الأنصاري، الذي قدم كل فنون الكرة في الحواري، وكان لاعباً مهارياً بارزاً وصانع ألعاب من طراز فريد، ويشبه إلى حد كبير في مستواه الفني وإبداعه محمد نور، حتى إن كل فرق الحواري حاولت الاستعانة به، ودفعت له تعويضاً مادياً لقاء مشاركته، وهو معروف لدى لاعبي الوحدة والاتحاد والأهلي، لكن هذه الموهبة الفذة قتلت في الملاعب الترابية، ولم تجد من يساعدها في نيل الجنسية السعودية، على رغم أنه من مواليد مكةالمكرمة، لتخسر الرياضة السعودية موهبة مميزة كانت تذكر الجميع بعمالقة الزمن الجميل في الكرة السعودية».