بدأت حركة السياح اللبنانيين أو ما يطلق عليهم «سياح اليوم الواحد» تعود تدريجاً إلى العاصمة دمشق، بعدما شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية. ولاحظ تجار في أسواق دمشق الشعبية ارتفاع عدد الزائرين من كل المناطق اللبنانية ورحبوا بعودتهم على أمل زيادة مبيعاتهم. وقال نذير عربش، احد تجار سوق الحميدية: «السياحة اللبنانية أفضل من السابق، ولكن ليس بالقوة التي كانت عليها قبل سنوات، وحتى قوة شرائهم انخفضت ربما بسبب أزمة المال العالمية التي أثرت في الجميع»، لافتاً إلى أنهم يقبلون على شراء التحف الشرقية والملبوسات القطنية باعتبارها منتجاً محلياً وأسعارها مقبولة. وأكد التاجر محمد عماد الحمصي أن حركة الأسواق بدأت تنشط خصوصاً خلال الأسبوعيين الأخيرين من الشهر الجاري بسبب عودة الزائر اللبناني. وقال: «يأتون إلى هنا ليس للتبضع فقط وإنما للسياحة أيضاً، إذ يذهبون إلى محافظتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري وإلى مناطق الاصطياف القريبة من دمشق مثل الزبداني وبلودان». ويلعب اللبنانيون دوراً رئيساً في تحريك الأسواق التجارية في دمشق ومحيطها، خصوصا يومي السبت والأحد، نظراً إلى إقبالهم الشديد على شراء المنتجات السورية الرخيصة الثمن، مقارنة بالأسعار في لبنان. كما أن قسماً كبيراً منهم يأتي لزيارة الأقارب والأماكن المقدسة وتلقي العلاج، قبل أن يجولوا على سوق الحميدية والبزورية والأسواق الشعبية الأخرى للتبضع وتناول الغداء وحمل الهدايا عائدين إلى بلادهم. وأجمع عدد من اللبنانيين الذين التقتهم «الحياة» على أن عودة اللبنانيين إلى سورية مؤشر قوي على عودة العلاقات السورية - اللبنانية إلى طبيعتها، بعدما شابها بعض التوتر خلال السنوات الماضية. وقال سامر محمود من بيروت: «جئنا مجموعة كبيرة، زرنا مقامي السيدتين زينب ورقية والجامع الأموي وتجولنا في سوق الحميدية واشترينا بعض الألبسة والمطرزات الدمشقية». وأضاف صديقه علي: «البضاعة ذاتها التي اشتريناها موجودة في لبنان، لكن أسعارها عندنا أغلى». وأكدت سعاد حاطوم من بلدة دلهون أن بعض اللبنانيين انقطعوا فترة عن زيارة دمشق، لكنهم الآن عادوا بقوة ومن مختلف المناطق اللبنانية. وعزت الأمر إلى تحسن الأوضاع السياسية بين البلدين، لافتة إلى أن غالبية العرائس اللبنانيات يجري تجهيزهن من الأسواق السورية. ويرى خبراء في السياحة أن الزائر اللبناني لا يمكن تجاهله، وسيبقى رقماً لا يستهان به على قائمة السياحة السورية، وعودته مجدداً ربما تنعش الحركة التجارية والسياحية بين البلدين. وكان لافتاً بحسب أخر الإحصاءات الرسمية سيطرة اللبنانيين على حركة القدوم السياحي إلى سورية خلال شهر أيار (مايو) الماضي بنسبة زيادة بلغت 28 في المئة من مجمل عدد السياح العرب الذين تجاوز عددهم المليونين ونصف المليون سائح.