صعد الدولار أمس أمام كل من الين واليورو نحو 1 في المئة بعد بيانات أظهرت ارتفاع عدد الوظائف الأميركية أكثر من المتوقع في أيلول (سبتمبر) الماضي، وتراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوياته في ست سنوات، ما قد يعزز الرهانات على أن مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، سيرفع أسعار الفائدة في منتصف عام 2015 أو قبل ذلك. وارتفع الدولار 1 في المئة أمام اليورو إلى 1.2536 دولار، و0.9 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 109.34 ين. وأشارت وزارة العمل الأميركية إلى أن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية زاد 248 ألف وظيفة الشهر الماضي، بينما انخفض معدل البطالة إلى 5.9 في المئة مسجلاً أدنى مستوياته منذ تموز (يوليو) 2008. وأشارت الحكومة إلى تعديل بيانات الوظائف لشهري تموز وآب (أغسطس) الماضيين بزيادتها 69 ألف وظيفة على التقديرات الأولية. أرقام ويعزى انخفاض معدل البطالة في جزء منه إلى خروج بعض الأميركيين من القوة العاملة، كما تراجعت نسبة السكان الموظفين أو من يبحثون عن وظيفة إلى 62.7 في المئة لتسجل أدنى مستوياتها منذ العام 1978. وتوقع معظم خبراء الاقتصاد نمو الاقتصاد الأميركي بمعدل سنوي يبلغ نحو ثلاثة في المئة في الربع الحالي، ما يفوق كثيراً متوسط النمو في العامين الماضيين والبالغ 2.2 في المئة. إلى ذلك أعلن رئيس فرع مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي في سانت لويس جيمس بولارد، أن الجولة الثالثة من مشتريات السندات كان لها أثر أفضل من المتوقع في سوق العمل في الولاياتالمتحدة، ما يفرض تحرك المجلس بخطى أسرع لرفع أسعار الفائدة. وأوضح أن الاقتصاد الأميركي فاق التوقعات الاقتصادية التي صدرت عن «المركزي» في أيلول (سبتمبر) 2012 عندما أطلق أحدث برنامج لشراء السندات والمعروف رسمياً بالتيسير الكمي. وقال في كلمة ألقاها في مؤتمر لممثلين عن قطاع الأعمال في تيوبلو في ولاية مسيسيبي ليل أول أمس: «تبقى عملية تطبيع سياسة الفائدة متأخرة كثيراً عن الجدول الزمني الذي حُدّد عند إطلاق الجولة الثالثة من التيسير الكمي». وأضاف «رفع أسعار الفائدة في الربع الأول من عام 2015 سيكون تجاوز بالفعل ما تنص عليه قاعدة معيارية للسياسة النقدية»، لافتاً إلى أن «التضخم مستمر دون المستوى الذي تستهدفه لجنة صنع السياسة النقدية في المجلس والبالغ اثنين في المئة». وتابع: «سيكون على اللجنة تغيير لغتها الاسترشادية لأسعار الفائدة في اجتماعها المقبل». ودأبت اللجنة منذ آذار (مارس) الماضي على القول إنها ستبقي الفائدة عند مستواها القياسي المنخفض «لفترة طويلة» بعد انتهاء برنامجها الحالي لشراء السندات هذا الشهر. وقال بولارد للصحافيين: «أعتقد أن من الضروري حدوث تغير ما (...) ولا أظن أننا يمكننا استخدام تعبير فترة طويلة». إلى ذلك تراجع السعر الفوري للذهب 1.3 في المئة إلى 1197.95 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوياته في 9 أشهر، بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية. وكان البلاتين أكبر الخاسرين بين المعادن النفيسة إذ تراجع نحو اثنين في المئة إلى 1237.40 دولار للأونصة، مسجلاً أدنى مستوياته منذ أيلول 2009، قبل أن يعوّض بعض خسائره ويسجل 1243.93 دولار، بانخفاض 1.2 في المئة. واستقرّ سعر الفضة عند 17.06 دولار للأونصة، وانخفض سعر البلاديوم 0.5 في المئة إلى 760.25 دولار. وتعافت أسعار النحاس والألومنيوم بعدما لامست أدنى مستوياتها في شهور، ولكنهما قد يتكبّدان مزيداً من الخسائر مع استمرار قلق المستثمرين من قوة الدولار وضعف الطلب في الصين أكبر مستهلك للمعدنين. وارتفعت عقود النحاس للتسليم بعد ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن 0.64 في المئة إلى 6642 دولاراً للطن، بعدما خسرت 1.2 في المئة في الجلسة السابقة حين هوت إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر عند ستة آلاف دولار. وصعد سعر الألومنيوم 0.58 في المئة إلى 1900 دولار للطن، ولكنه يتجه لتسجيل خسائر أسبوعية تزيد على اثنين في المئة في رابع هبوط أسبوعي له على التوالي.