في قرية منسية لا يتجاوز طموح سكانها حدود بصرهم، يجلس طاعن في السن، أقصى أمانيه «حجة يكحل بها عينيه في أرض الرسول». مفردات تختزل عمره في عبارة قالها بأسى. لكن، على مسافة عشرات الكيلومترات من تلك القرية حيث القاهرة تزهو بغوايتها، يجلس شيخ أنيق في صالة بمسجد أمام عدد من فناني مصر يدرسون خطتهم لأداء فريضة الحج للعام الحالي. الفنانة دلال عبدالعزيز، إحداهن، وهمست أنها ستصطحب حماة ابنتها الفنانة دينا سمير غانم لأداء الحج، فتبعتها تمتمات الحضور «بارك الله فيكِ يا أخت دلال». المشهد وصفه إعلامي مصري (طلب عدم ذكر اسمه) بأن بعض الفنانين يختال بسفره إلى الحج أو إلى العمرة أكثر من مرة. ويقول: «هناك رجال أعمال مصريون ينظمون لهم رحلات مجانية في طائرات خاصة». ويضيف أن الفنانة سهير رمزي هي صاحبة النصيب الأكبر في رعاية هذه الرحلات، كون زوجها له علاقات وطيدة بمالكي فنادق في مكةالمكرمة مطلّة على المسجد النبوي الشريف. ويروي مصدر مطلع: «شكلت رحلات الفنانين في السابق والحاضر مادة دسمة للإعلام، خصوصاً أنهم كانوا بغالبيتهم يحرصون على تمرير خبر عن سفرهم لإضفاء هالة إيمانية حولهم، والأبرز في ذلك فنانات الاستعراض، أي الراقصات». ويورد أن جوازات سفر هؤلاء الفنانات تكشف تجاوز عدد مرات حصولهن على تأشيرات عمرة خلال العام الواحد 10 مرات، كما أن قوائم الحجاج غالباً ما كانت تتصدرها أسماؤهن، ومن بينهن: فيفي عبده، سهير زكي (اعتزلت وتلقب بالحاجة)، هياتم، نجوى فؤاد، دينا، بخلاف قائمة الفنانات اللواتي أعلنّ اعتزالهن وارتداءهن الحجاب مثل: سهير البابلي وحنان ترك وصابرين وسهير رمزي. ويشير إلى أن قائمة الفنانين المصريين الذين يؤدون الحج هذه السنة تضم عدداً كبيراً من الرجال والنساء، أبرزهم أحمد عز، مصطفى شعبان، محمد رجب الذي اصطحب معه والده، رامز جلال وشقيقه ياسر، يسرا، إيناس الدغيدي، وفاء عامر، شريف منير، حسن الرداد، منة فضالي، تامر حسني. ويضيف أن طائرات خاصة ستقل عدداً منهم، ينافسهم في الحج مسؤولون سابقون وحاليون أهمهم رئيس المجلس العسكري المصري وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي وزوجته، رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب، وزير الأوقاف محمد حمدي جمعة، ومفتي الديار المصرية شوقي علام. وتحرص الفنانات على أن يعوضن عدم ظهورهن بأزياء لافتة خلال موسم الحج، بوضع أكسسوارات غالبيتها تحمل تواقيع دور عالمية، وعلى رأس هؤلاء سهير رمزي وفيفي عبده.