أعلن رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان تقديم الهيئة دعماً بقيمة مليوني ريال للجمعية السعودية للمحافظة على التراث دعماً لمبادراتها التي تتوافق مع بعض برامج الهيئة، مضيفاً «نحن لا نعتبر عملنا مع الجمعية بأنه دعم بل هو شراكة، لأن الجمعية نشأت لتكون قيمة مضافة، وسنعمل على دعمها مادياً في مبادراتها». وكشف الأمير سلطان بن سلمان خلال رعايته اجتماع الجمعية العمومية الثاني للجمعية السعودية للمحافظة على التراث بقاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات بالرياض أخيراً، عن صدور موافقة ولي العهد رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان بن عبدالعزيز على إنشاء مركز لتاريخ الرياض يعنى برصد جميع المواقع والأبراج والأسواق التي تمثل قصة الرياض التاريخية، لتكون مفتوحة للزيارات، ولكي يتعرف المواطن والزائر على تاريخ هذه الأرض الممتد لمئات الأعوام. وقال: «البعض يعيش في مواقع التواصل الاجتماعي ولا يعيش في وطنه، ويعتقد بأن هذه الأرض ولدت منذ يومين في حين أن الآباء والأجداد كافحوا عبر السنين لاستقرار هذه الدولة المباركة، كما تعمل الهيئة بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ودارة الملك عبدالعزيز على مشروع إعادة الوطن إلى قلوب المواطنين، وليس فقط اقتصارها على الكتب والخرائط، لذلك قضية التراث الوطني قضية أصيلة والدولة تتبناها في شكل كامل». وأضاف: «أعتقد أن مهرجان الجنادرية الذي نستشرف افتتاحه قريباً كان الانطلاقة الحقيقية في المحافظة على التراث منذ أكثر من 30 عاماً وذلك بنظرة ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين، واليوم يشهد تراث المملكة نقلة حضارية عبر قرارات مهمة جداً من شأنها الحفاظ عليه، وقد كانت انطلاقتنا في الهيئة العامة للسياحة والآثار لتأسيس تراث وطني مؤسسي»، مقدماً شكره لمجلس الشورى على موافقته على النظام الذي تم رفعه في هذا الشأن. وزاد: «النظام سيكون نقلة هائلة للمحافظة على التراث والمواقع الأثرية والتراثية والإسلامية، وكذلك في منع التعدي عليها، وهذا العام شهد انتشار مشاريع التراث العمراني والقرى التراثية في شكل كبير، وكذلك الاهتمام الكبير من المواطنين بالتراث، والهيئة تؤسس الآن مع البلديات نظاماً متكاملاً لتأهيل الشركات العاملة في الترميم حتى يكون لدينا كوادر مؤهلة في هذا المجال، كما نعمل حالياً على تطوير الشركة الوطنية للفنادق والضيافة التراثية التي صدرت موافقة مجلس الوزراء عليها قبل شهر وعرضها على المستثمرين، ولدينا طلبات كثيرة من المستثمرين للاستثمار من خلالها». ولفت إلى أن الهيئة قدمت منظومة حلول جديدة في شأن ملف «جدة التاريخية» الذي تأخر لأكثر من 20 عاماً، «قمنا بتوقيع اتفاق تعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية لتعمل معنا في جميع مواقع التراث العمراني ومنها جدة التاريخية، وتم إقرار هذه المنظومة للحلول ورفعها لأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لجدة التاريخية خالد الفيصل، وقررنا أن ندفع هذا العام لتسجيل جدة التاريخية في «اليونيسكو» والذي حظي بالقبول وفي انتظار الموافقة، وأشكر في هذا المقام الدولة لتخصيصها موازنات كبيرة هذا العام للأمانات ومنها أمانة جدة لتطوير المنطقة التاريخية». وأعلن بدء التأجير في المنطقة التاريخية للدرعية، «سنعمل مع إحدى الشركات الإسبانية المتخصصة في التراث على ترميم فندق تراثي وتدريب المواطنين على تقديم الخدمات والمأكولات التراثية، ونحن الآن نعمل على تنفيذ عدد من المتاحف في عدد من المناطق، وسنعمل على استقطاب عدد من الطلاب والطالبات المبتعثين وتدريبهم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في أماكنهم حتى يعودوا ويسهموا في تفعيل المتاحف الجديدة، وأيضاً نستشرف اليوم صدور قرار باعتماد مشروع الملك عبدالله للبعد الحضاري، ويشمل منظومة كبيرة من المتاحف ومواقع التراث وقصور الدولة».