يستعجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنهاء مهمة تشكيل ائتلافه الحكومي بعد أن تبلّغ أن الرئيس باراك أوباما قد يلغي زيارته لإسرائيل، والمقررة في 20 الشهر الجاري، في حال عدم وجود حكومة جديدة. في هذه الأثناء، يسود إحباط شديد أوساط القيادة الفلسطينية بعد تلقيها إشارات أميركية إلى أن أوباما لا ينوي طرح مبادرات جديدة، وأن الإدارة الجديدة ستواصل نهجها الحالي في إدارة الأزمات بدل حلها. ومن المرجح أن يطلب نتانياهو مساء اليوم من الرئيس شمعون بيريز التمديد له أسبوعين آخرين يسمح بهما القانون لتشكيل حكومته الجديدة، في ضوء انقضاء مهلة الأسابيع الأربعة الأولى اليوم. ويتوقع أن يسرّع نتانياهو من مشاوراته الائتلافية لتشكيل الحكومة في المهلة المحددة، خصوصا بعدما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس عن مصادر أميركية قولها إن زيارة أوباما لإسرائيل قد تُلغى في حال عدم تشكّل الحكومة الإسرائيلية المقبلة بحلول السادس عشر من الشهر الجاري. وحيال ما رشح من نتائج المشاورات الائتلافية، تسود قناعة بأن نتانياهو سيعمد الى التخلي عن شركائه التقليديين من اليهود المتزمتين دينياً (الحريديم)، وهما حزبي «شاس» و»يهودوت هتوراة»، بعد فشله في كسر التحالف بين حزب «يش عتيد» الوسطي بزعامة يئير لبيد وحزب «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت، علماً أن لبيد يرفض دخول حكومة يشارك فيها «الحريديم» ويصر على التجنيد الالزامي لشبانهم، في حين يرفض بينيت دخول حكومة من دون لبيد. وكانت استطلاعات الرأي التي أجريت الأسبوع الجاري أشارت إلى أن موقف لبيد المعارض مشاركة «الحريديم» في الحكومة الجديدة، يحظى بتأييد 77 في المئة من الأسرائيليين الذين يرون في هذه الفئة من اليهود المتزمتين عبئاً على خزينة الدولة، إذ أنهم لا يساهمون في التجنيد الإلزامي للجيش ولا في سوق العمل، فيما تحظى مؤسساتهم الدينية بموازنات ضخمة يعتبرها معظم الإسرائيليين رشوة يدفعها لهم الحزب الحاكم ليضمن بقاءهم في السلطة. في غضون ذلك، يعد الفلسطينيون لاستقبال أوباما بقليل من الأمل بتحقيق اختراق في عملية السلام، خصوصا في ضوء الإشارات الأميركية التي نقلها وفد فلسطيني زار واشنطن أخيراً للترتيب للزيارة. فحسب ما نقله الوفد، فإن أوباما يأتي الى المنطقة من أجل الدراسة، والفحص، واستكشاف الفرص، وتجديد الصداقات، وليس تقديم أي مبادرات سياسية جديدة، ما عزز اعتقاد البعض بأن الإدارة الأميركية ستتبع المقاربة القديمة القائمة على نهج إدارة الأزمات، مع البحث عن حلول وسط بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي، من دون استبعاد أن يحاول ووزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري، عقب زيارة أوباما، إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات من خلال «حل وسط» يقضي بتجميد جزئي للاستيطان، وإطلاق أسرى معتقلين ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم نحو 123 أسيراً. ومن المستبعد ان تلجأ الإدارة الأميركية إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى لوقف الاستيطان بسبب بقاء عناصر فشلها في ذلك قائمة. وفي تفاصيل الزيارة، قال رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن السفير معن رشيد عريقات لوكالة «معا»، إن أوباما سيستهل زيارته بإسرائيل ثم فلسطين فالأردن، متوقعاً ان يكون في فلسطين بين 20 و22 الشهر الجاري حيث سيجمعه لقاء بالرئيس محمود عباس. لكنه لفت إلى أن أميركا لم تبلّغ الجانب الفلسطيني رسمياً حتى اللحظة بموعد الزيارة وجدولها. واستبعد أن تحقق الزيارة اختراقات كبيرة في الشأن الفلسطيني، لكنه اعتبرها فرصة لإيضاح الموقف الفلسطيني للجانب الاميركي، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن واشنطن أيضاً خفّضت من حجم التوقعات بالنسبة إلى تحقيق نتائج مباشرة من الزيارة، واعتبرتها «استكشافية». وأشار إلى أن قضية الأسرى ستحتل صدارة القضايا التي ستناقش مع الرئيس الأميركي، إضافة إلى موضوع الاستيطان وتهويد القدس والأزمة المالية التي تواجه السلطة، والتأكيد على ضرورة وضع حد للممارسات الإسرائيلية.