اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما امس الخميس اخصامه الجمهوريين بتعريض النمو الاقتصادي وسوق الوظائف للخطر برفضهم زيادة الضرائب على الاثرياء، وذلك عشية اجتماع حاسم مع قادة الكونغرس يهدف لتجنيب البلاد اقتطاعات تلقائية ضخمة في الموازنة الفيدرالية. وبعيد فشل الديموقراطيين في مجلس الشيوخ في تمرير مشروع قانون يزيد الضرائب على الفئة الاكثر ثراء في المجتمع الاميركي، اكد اوباما ان اعضاء المجلس الجمهوريين اختاروا "تعريض اقتصادنا للخطر بسلسلة اقتطاعات تلقائية وعشوائية في الموازنة ستكلفنا وظائف وتباطؤ في الانتعاش". واضاف في بيان ان "الجمهوريين كان امامهم ان يختاروا كيفية تعزيز اقتصادنا وخفض عجزنا. وعوضا عن إلغاء ثغرة ضريبية واحدة يستفيد منها الاكثر ثراء (..) فقد اختاروا مهاجمة خدمات حيوية مخصصة للاطفال والمسنين والعسكريين واسرهم". وتابع ان الجمهوريين "صوتوا لاسقاط كل عبء مكافحة العجز على الطبقة المتوسطة". واضاف اوباما "اعتقد ان بامكاننا ان نفعل افضل من هذا. علينا العمل سويا لخفض عجزنا بشكل متوازن، عبر اقتطاعات ذكية في النفقات وعبر إلغاء الثغرات الضريبية". واكد انه "لا يمكن لأسر الطبقة المتوسطة ان تستمر في دفع ثمن الخلل في واشنطن". واضاف "يمكننا البناء على مبلغ 2,5 تريليون دولار من خفض العجز الذي حققناه حتى الان، لكن هذا الامر يتطلب من الجمهوريين تقديم تنازلات". وبدأت الوزارات الاميركية استعداداتها للبدء بتطبيق خطط التقشف الالزامي اعتبارا من اليوم الجمعة في حين يتقاذف الديموقراطيون والجمهوريون المسؤولية عن هذه الازمة. ولن يحصل اي نقاش قبل اجتماع البيت الابيض في اليوم نفسه الذي ستبدأ فيه الحكومة بتوجيه انذارات بالبطالة الجزئية لمئات الاف الموظفين. ومنذ اسابيع، يكثف الوزراء التحذيرات من عواقب هذه الاقتطاعات التي تؤثر على مختلف ابواب الموازنة، في مجالات النقل والتربية والتفتيش الصحي. واعلن صندوق النقد الدولي امس الخميس انه يخفض توقعاته للنمو في الولاياتالمتحدة في 2013 بسبب هذا العلاج التقشفي، من 2 في المئة الى 1,5 في المئة. وصرح متحدث باسم صندوق النقد الدولي امس ان الاقتطاعات المالية الكثيفة التي تلوح في الافق في الولاياتالمتحدة سيكون لها "انعكاس" على الاقتصاد العالمي وستؤدي الى توقع انخفاض النمو في هذا البلد. لكن الجمهوريين لا يوافقون على هذه النظرة التشاؤمية وهم مقتنعون بان السماء لن تسقط على رؤوس الاميركيين وان المواطنين سيتدبرون امورهم. وقال السناتور الجمهوري جون كورنين "خلافا للتوقعات السوداوية والهدامة ونهاية العالم، لا يمكن لاحد ان يؤكد بشكل جدي ان 2,4 في المئة من التخفيضات في ارقام الموازنة البالغة 3600 بليون دولار، ستؤدي الى الهلاك والى نهاية الحضارة الغربية". وبالفعل، فان ابوابا كبيرة في الموازنة (تقاعد، صحة) مستثناة من الاقتطاعات، والموازنة السنوية للدفاع ستخسر 8 في المئة تقريبا وبقية النفقات تخضع لخفض حوالى 5 في المئة. وذكر بعض الديموقراطيين ايضا بان البرامج الاجتماعية المخصصة للفئات الاكثر ضعفا مستثناة من هذه التخفيضات المالية، واعربوا على العكس عن سرورهم للاقتطاعات الكبيرة التي طاولت البنتاغون.