تحتضن منطقة الباحة علاوة على طبيعتها البكر المرسومة على سهول جبال السروات ومنحدراتها، ثروات الطبيعية التي تعمقت في جوف الأرض حاملة بين عروقها المعادن الثمينة والنفيسة. وطبقاً لتقارير ودراسات وزارة البترول والثروة المعدنية فإن منطقة الباحة تشكل أحد روافد الاقتصاد في المملكة لاكتنازها على ثروات معدنية واعدة تتمثل في الخامات المعدنية النفيسة والفلزية والصناعية، إلى جانب مواد البناء مثل أحجار الزينة ومواد الكسارات وغيرها. وبالعودة إلى الأزمنة القديمة فإن المنطقة اشتهرت بمناجم تعدينية، مثل منجم «اللغبة» الغني بالنحاس الذي أذكى الحركة التجارية إبان العصرين العباسي الأول والثاني، فضلاً عن الجبال الجرانيتية والحرات البركانية التي تحف الشمال الشرقي للمنطقة، وكذا صخور الدرع العربي التي تغطي نحو 10 في المئة من مساحة المنطقة البالغة 12 ألف كيلومتر مربع. ويمثل عام 1936 بداية أعمال الكشف المعدني لوزارة البترول والثروة المعدنية في المنطقة، إذ زار وفد من الوزارة موقع جبل «أظهر» وعلى ضوئه تم وضع 19 خريطة جيولوجية للمنطقة توضح أنواع الصخور والتراكيب والبيئات الجيولوجية، علاوة على خريطتين جويتين توضح الكثافة المغناطيسية التي جاءت بمقياس رسم «500.00:1». وبحسب دراسات الوزارة فإن العمر الجيولوجي لصخور المنطقة يتراوح بين 580و950 مليون سنة، صنفت إلى أربع مجموعات صخرية هي بيش والباحةوجدة وعبلة، فيما أكدت تلك الدراسات وجود مؤشرات استغلال تعديني للنحاس والذهب بالمنطقة، يعود إلى أكثر من ألفي عام. ومن أبرز خامات المعادن المتوافرة بالمنطقة نجد الذهب والفضة والنحاس والكروم والمنجنيز والفلوريت والباريت والنيكل والقصدير والرخام وأحجار الزينة والحجر الجيري ومواد الكسارات والكربونات والكالسيوم والأسمنت والرمل والصخور البركانية (كوانز ديوريت)، وكذا خام البوزلان والفتات البركاني. وتكمن هذه المعادن في مواقع عدة، من أبرزها: محافظة العقيق ووادي كرا وشعيب الأنجل وموقع أبو المعادن وجبل القهاب وموقع أم رحى ومكمن الخضراء (جبل أظهر) ومكمن علبة وموقع شمال السويسية وجنوب جرب وشرق وادي جاوا وفي جنوب شرق الأحسبة بتهامة وفي شمال محافظة بلجرشي، علاوة على موقع الأصبع ووادي هضبة ووادي العصدة وأجزاء من حرة البقوم. وتشير تقارير وزارة البترول والثروة المعدنية إلى أن منطقة الباحة تزخر بمجمعات تعدينية تم حجزها وعددها 13 نشاطاً تعدينياً بمساحة 141 كيلومتراً مربعاً، أي ما يشكل نسبة 4 في المئة من إجمالي المعادن المحجوزة لمختلف الخامات المعدنية الموجودة في المملكة، بينما عددت تلك التقارير أنواع الرخص التعدينية التي تم إصدارها بالمنطقة ب 17 رخصة شملت محاجر لمواد البناء ورخص لكشف المعادن النفيسة ومعادن الأساس، إلى جانب رخص كشف خامات الأسمنت.