أكد رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان اهتمام بلاده بتوطيد العلاقات مع لبنان، مشدداً على أن «لا استقرار في منطقة الشرق الأوسط من دون لبنان مستقر». وجال رئيس وزراء هنغاريا الذي يزور بيروت على رأس وفد، على كبار المسؤولين اللبنانيين، فزار قصر بعبدا، حيث التقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان وتم البحث في العلاقات الثنائية، إضافة إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وفي سورية وأهمية مساعدة لبنان في تحمل عبء إيواء النازحين من سورية والذين تزداد أعدادهم يومياً. وأعلن أوربان وفق بيان المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، «أن بلاده مهتمة بتوسيع علاقاتها الخارجية وترغب في أن يكون لبنان في منطقة الشرق الأوسط الدولة الركيزة في سياستها هذه»، مشيراً «إلى أن لدى بلاده شركات ذات خبرة عالية في مجال الطاقة وهي تود المشاركة في المناقصة العالمية لاستخراج الغاز والنفط اللبناني. ولفت «إلى أن باب التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والهنغاري مفتوح على المساعدات تدريباً وتسليحاً وتجهيزاً». ورحّب سليمان من جهته بأوربان لافتاً إلى «إرادة لبنان في تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات»، ومؤكداً «أهمية استمرار تبادل الخبرات». وفي لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أعرب أوربان عن اهتمام بلاده «بتطوير العلاقات والتعاون بين هنغاريا والدول العربية». وتطرق الحديث إلى الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان والمنطقة، وأكد بري أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا من أجل الحل السياسي فيها. وعقد أوربان مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ووزير الخارجية عدنان منصور. ووقع الجانبان في نهايتها 3 اتفاقات تعاون في شأن إعفاء حاملي جوازات السفر الديبلوماسية من متطلبات التأشيرة، والتعاون الاقتصادي والتقني، وبرنامج عمل للتعاون التربوي والعلمي بين وزارة التربية في لبنان ووزارة الموارد البشرية في هنغاريا للأعوام 2013، 2014 و2015. وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي مشترك: «كان لنا حديث عام عن وضع المنطقة وشرحنا السياسة التي تنتهجها الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في سورية وأهمية تعاون المجتمع الدولي لا سيما الاتحاد الأوروبي مع لبنان بخاصة في مجال إغاثة المواطنين السوريين الذين نزحوا إليه، وتوافقنا على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف القتل والتدمير في سورية ومن ثم إيجاد الحل السياسي الذي يتوافق عليه السوريون». واعتبر أوربان أن «لبنان دولة مهمة جداً ومفتاح في المنطقة. وفي اعتقادنا أن النظام السياسي في لبنان هو نظام قيم جداً، وننظر إليه باهتمام وإعجاب كبيرين لأنه، في ظل هذه الظروف فان الحكومة اللبنانية تحاول تطبيق نظام ديموقراطي». وقال: «لبنان يتمتع بثقافة عالية جداً وفي مجال الديبلوماسية المجرية فإن ميادين الثقافة لطالما لعبت دوراً مهماً، كذلك أدركنا أن هذا البلد يشهد انفتاحاً على المجال التجاري، كما أن رجال الأعمال اللبنانيين يفكرون في التعامل مع الأجنبي وليس السيطرة عليه. وأضاف: «قدمت حكومتنا مئة منحة دراسية لطلاب لبنانيين، ستوفر لهم التدريس باللغة الإنكليزية في المجر. ومن دلائل الثقة بين بلدينا أن هناك حالياً تعاوناً في مجال الدفاع. نحن ندعو داخل الاتحاد الأوروبي إلى تقويم وتقدير الاستقرار في لبنان، لأنه من دون لبنان مستقر ليس هناك استقرار في المنطقة». وعقد مساء أمس لقاء ترأسه ميقاتي وأوربان في مقر اتحاد الغرف العربية في بيروت مع رجال أعمال، في حضور رئيس اتحاد الغرف العربية الوزير السابق عدنان القصار.